أعطت وزارة الخارجية الأميركية الضوء الأخضر للإسراع بنقل وإرسال صواريخ مضادة للدروع، وأسلحة أميركية أخرى إلى أوكرانيا عبر 3 دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي، وفق ما أفادت "بوليتيكو" الأربعاء.
وقال مسؤول أميركي إن الأسلحة سيتم نقلها من لاتفيا وإستونيا وليتوانيا إلى كييف لدعم الجيش الأوكراني في وجه أي غزو روسي محتمل، دون ذكر نوع تلك الأسلحة.
مادة اعلانية
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان توقع الأربعاء أن تقوم روسيا بتحرك نحو أوكرانيا، وقال إن موسكو ستدفع ثمناً باهظاً، إذا أقدمت على غزو شامل لكن "توغلاً بسيطاً" سيكبدها ثمناً أقل، بحسب "رويترز".
وأثارت تصريحات بايدن في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض ضبابية حول طريقة رد الغرب، إذا ما أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بغزو أوكرانيا، مما دفع البيت الأبيض لمحاولة توضيح ما عناه بايدن في وقت لاحق.
وقال بايدن: "ظني أنه سيتحرك... لابد أن يقوم بشيء" في إشارة إلى بوتين، مشدداً على أن "روسيا ستحاسب إذا قامت بالغزو، وهذا يعتمد على ما ستفعله. سيكون الأمر مختلفاً لو كان توغلاً بسيطاً".
قوات روسية قرب حدود أوكرانيا (أرشيفية من رويترز)
كما أضاف: "لكن لو فعلوا حقاً ما بمقدورهم فعله... سيكون الأمر كارثة لروسيا إذا غزت أوكرانيا ثانية".
نفي.. وحشديشار إلى أن المسؤولين الروس كانوا نفوا مراراً التخطيط لغزو. غير أن الكرملين يحشد نحو 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا في تعزيزات يقول الغرب إنها استعداد لحرب، هدفها منع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي.
وبعد نحو ساعتين من انتهاء المؤتمر الصحافي، أكد البيت الأبيض أن أي تحرك عسكري روسي إلى داخل أوكرانيا سيؤدي لرد صارم. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي: "إذا عبرت أي قوات روسية الحدود الأوكرانية، سيكون هذا غزواً جديداً، وسيقابله رد سريع وصارم ومتحد من الولايات المتحدة وحلفائنا"، مضيفة أن شن روسيا هجمات إلكترونية أو استخدامها أساليب شبه عسكرية، سيقابل "برد حاسم ومماثل وموحد".
عناصر من الجيش الأوكراني (أرشيفية من فرانس برس)
إلى ذلك أعلن بايدن أن عقد قمة ثالثة مع بوتين "لا يزال هذا أمراً ممكناً" وذلك بعد لقاء الزعيمين مرتين العام الماضي. وعبر عن قلقه من أن يؤدي اندلاع صراع في أوكرانيا إلى تداعيات أوسع نطاقاً وإمكانية أن "يخرج عن السيطرة".
كما أوضح أن الرد على أي غزو روسي سيعتمد على حجم ما ستفعله موسكو، وما إذا كان حلفاء واشنطن سيختلفون بشأن كيفية الرد.
وأعد الرئيس الأميركي وفريقه مجموعة واسعة من العقوبات والتبعات الاقتصادية الأخرى لفرضها على موسكو في حالة غزوها جارتها. وقال بايدن إن الشركات الروسية قد تخسر القدرة على استخدام الدولار الأميركي.
وعندما سئل عما يعنيه "بالتوغل البسيط"، أجاب بايدن أن أعضاء حلف شمال الأطلسي ليسوا متحدين فيما يتعلق بطريقة الرد، اعتماداً على ما يفعله بوتين، وأن هناك خلافات بينهم ويحاول التأكد من أن الجميع متفقون.
تدريبات عسكرية لجنود من القوات الجوية الأوكرانية بمنطقة جيتومير (أرشيفية من رويترز)
كذلك كشف أن بوتين طلب منه ضمانات بشأن مسألتين هما عدم انضمام أوكرانيا أبداً إلى حلف شمال الأطلسي، وعدم نشر أسلحة "استراتيجية" أو نووية إطلاقاً على الأراضي الأوكرانية. وتابع: "بوسعنا التوصل إلى حل ما بالنسبة للأمر الثاني" بناء على موقف روسيا.
يذكر أنه خلال زيارة لكييف لإظهار الدعم لأوكرانيا، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن روسيا قد تشن هجوماً جديداً على أوكرانيا "بإشعار قصير جداً"، لكن واشنطن ستواصل الجهود الدبلوماسية طالما كان ذلك ممكناً، رغم أنها ليست على يقين مما تريده موسكو بالفعل.
في المقابل اعتبرت روسيا أن التوتر بخصوص أوكرانيا يتزايد، وأنها ما زالت تنتظر رداً أميركياً كتابياً على مطالبها الشاملة المتعلقة بضمانات أمنية من الغرب.
تدريبات عسكرية لجنود من القوات الجوية الأوكرانية بمنطقة جيتومير (أرشيفية من رويترز)
وسلط هذان التصريحان الداعيان للتشاؤم الضوء على الهوة التي تفصل بين واشنطن وموسكو في الوقت الذي يتأهب فيه بلينكن لعقد اجتماع مع سيرغي لافروف يوم الجمعة، وصفه محلل للسياسة الخارجية الروسية بأنه "ربما يكون آخر فرصة قبل تحطم القطار".
كما نقلت روسيا قوات إلى روسيا البيضاء لإجراء ما تسميه تدريبات عسكرية مشتركة، مما يمنحها خيار مهاجمة أوكرانيا المجاورة من الشمال والشرق والجنوب.
ونفت موسكو مراراً عزمها مهاجمة أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن شحنات السلاح الغربية لأوكرانيا والمناورات العسكرية وطلعات طائرات حلف شمال الأطلسي هي التي تزيد التوتر.