في 20 شهادة حية، روت طالبات أفغانيات ومعلمات قسوة العيش تحت ترهيب حركة طالبان التي سيطرت على البلاد منذ منتصف أغسطس الماضي.
وفيما تقبع آلاف الصغيرات في المنازل بلا دراسة خوفا من قمع الحركة المتشددة التي لم تسمح بفتح المدارس الثانوية للبنات في جميع المحافظات لا سيما العاصمة كابل، على الرغم من بعض الاستثناءات، روت طالبات لمنظمة العفو الدولية صعوبة الأيام بلا دراسة.
مادة اعلانية
إلى ذلك، أكدت إحدى المعلمات في مدرسة ثانوية أنها تلقت تهديدات بالقتل من طالبان، كما استدعيت إلى محكمة محلية لمقاضاتها بسبب تدريسها السابق للرياضات في صفوف مختلطة.
كما أوضحت أن رسالة تهديد وصلتها من أحد أعضاء الحركة في وقت سابق، فقد قال لها العنصر "إذا قبضت عليك طالبان لاحقا ستقطع أذنيك ، ليكون الأمر بمثابة درس لك وللآخرين في منطقتك".
عناصر طالبان (أرشيفية- أسوشييتد برس)
إلى ذلك، لفتت إلى أنها حاليا مختبئة دون أن يعلم بأمرها أحد، قائلة "أنا مختبئة الآن حتى عائلتي تعتقد أنني خارج البلاد".
لغة الكفاربدورها، أكدت الطالبة العشرينية "إفات" خلال شهادتها، أنها تعرضت وشقيقها نافيد البالغ من العمر 16 عامًا، للضرب المبرح من قبل عناصر الحركة حتى فقدا الوعي وذلك في 18 أغسطس، أثناء ذهابهما إلى فصل اللغة الإنجليزية. وأشارت إلى أن مقاتلي طالبان وصفوا تلك اللغة بـ"لغة الكفار".
إلى ذلك، روت معلمة أخرى كيف تعرضت للمضايقة من قبل طالبان، انتقاما لشكواها في إحدى المقابلات التلفزيونية، من عدم دفع رواتب المعلمين وفتح المدارس الثانوية للفتيات. وأضافت أنها هُددت هي والعديد من المدرسين الآخرين بالطرد من منازلهم.
طلاب مدارس في كابل (أرشيفية- فرانس برس)
في حين تساءلت أسماء، الطالبة البالغة من العمر 14 عاما، عما إذا كانت ستعود يوما إلى المدرسة، مؤكدة للمنظمة أن هذا شاغلها الأكبر. وقالت: "التعليم ليس جريمة، ولكن إذا أعلنت طالبان أن الحصول على التعليم جريمة، فإننا سنرتكب هذه الجريمة.. ولن نستسلم".
بدورها، شددت مريم على أن أحلامها تبخرت، قائلة "كان لدي الكثير من الآمال والأحلام، والآن ذهبت كلها أدراج الرياح!".
كما أضافت "أشعر كأنني مشلولة الآن ولا أستطيع التفكير في المستقبل".
من إحدى المدارس في أفغانستان (أرشيفية- رويترز)
يذكر أنه على الرغم من أن الحركة كانت سمحت للصغيرات في الصفوف من الأول إلى السادس باستئناف الدراسة، ووعدها بفتح الثانويات قريبا، إلا أن تاريخ حكمها الحافل بقمع النساء في التسعينات، أعاد شبح الماضي وأيقظ مخاوف ملايين الأفغانيات.
كما أعاد إلى الأذهان منع الحركة خلال حكمها السابق للبلاد، الفتيات والنساء من التعليم والعمل.
فقد استبعدت المرأة خلال فترة الحكم الأولى لطالبان من 1996 إلى 2001، إلى حد كبير من الحياة العامة، ولم تكن حتى قادرة على مغادرة المنازل إلا فيما ندر.
كما حرمت من التعليم والسفر، فضلا عن العمل في معظم الوظائف والقطاعات.