أكد السودان، اليوم الخميس، أن مواصلة إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق يمثل تعنتاً لا يليق بدولة تحترم سيادة جيرانها وتحافظ على مصالحهم، مشيراً إلى أن مواصلة الملء دون اتفاق يمثل تهديداً مباشراً لمصالح السودان.
وشددت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق، خلال استقبالها وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لتوندولا الذي ترأس بلاده الاتحاد الإفريقي، على أهمية استئناف التفاوض حول سد النهضة مع تغيير المنهجية غير الفاعلة التي وسمت جولات التفاوض الماضية.
مادة اعلانية
كذلك، دعت لقبول الوساطة المعززة بقيادة الاتحاد الإفريقي لمساعدة الأطراف في الوصول لاتفاق مرضٍ، والذي يتطلب الوصول إليه قدراً عالياً من الإرادة السياسية.
بدوره، أكد الوزير الكونغولي عزم رئيس بلاده مواصلة جهوده لإيجاد حل لأزمة سد النهضة، مضيفاً أن جولته للدول الثلاث في إطار التشاور.
وسلم وزير الخارجية الكونغولي نظيرته السودانية وثيقة أعدها فريق خبراء مشترك من بلاده والاتحاد الإفريقي، تتضمن تلخيصاً للنقاط المتفق حولها بين الدول الثلاث والنقاط الخلافية بغرض دراستها والرد عليها للعمل على تقريب وجهات النظر بين الأطراف.
وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي
وكان مجلس الأمن دعا أمس الأربعاء، مصر وإثيوبيا والسودان إلى استئناف مفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي للتوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة.
وقال مجلس الأمن في إعلان قدمت مشروعه تونس إن الاتفاق يجب أن يكون مقبولاً من الجميع وملزماً حول ملء وتشغيل السد ضمن جدول زمني معقول.
كذلك، دعا أعضاء المجلس جميع المراقبين الذين سيكونون مقبولين لدى الأطراف الثلاثة في المشروع الذي يثير نزاعات إلى مواصلة دعم المفاوضات، بهدف تسهيل حل القضايا الفنية والقانونية العالقة.
إثيوبيا ترفض تدخل مجلس الأمنيشار إلى أن مجلس الأمن عقد في يوليو الماضي اجتماعاً لبحث المشروع، إلا أن إثيوبيا انتقدت إقحام هذه الهيئة الدولية في النزاع واعتبرته "غير مفيد" مجدّدة تمسّكها بالمفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الإفريقي.
وأثار المشروع الذي يهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكرومائية في إفريقيا لدى إنجازه، أزمة دبلوماسية بين أديس أبابا من جهة، ودولتي المصب، مصر والسودان من جهة ثانية، اللتين تعتبرانه تهديداً لأمنهما المائي.
سد النهضة (رويترز)
وفي يوليو الماضي أعلنت إثيوبيا أنها حققت هدفها للعام الثاني على صعيد ملء خزان السد. ويدور نزاع إقليمي حول مشروع سد النهضة منذ أن باشرت إثيوبيا أعمال بنائه في العام 2011.
وترى كل من السودان ومصر أنه يمثّل مصدر تهديد لهما، نظرا إلى اعتمادهما على مياه النيل، بينما تعتبره إثيوبيا أساسيا لتنميتها ومصدرا للطاقة.