قضت محكمة تركية في مدينة إسطنبول بسجن مرشّحٍ رئاسي سابق كان قد نافّس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في آخر انتخابات رئاسية شهدتها البلاد في عام 2018، وهو ثاني مرشّح رئاسي قد يدخل السجن بعد صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشارك الأسبق لحزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، والمسجون منذ نوفمبر من عام 2016 والذي شارك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة من خلف القضبان.
وأعلن محرم إينجه المرشح الرئاسي السابق عن صدور حكمٍ بحقه من محكمةٍ في إسطنبول، ويقضي بسجنه لمدّة 5 أشهر بتهمة إعاقته لعمل موظفٍ حكومي خلال قيامه بواجباته، وذلك على ما أعلن إينجه في تغريدةٍ على حسابه الرسمي في موقع "تويتر".
محرم انجه
مادة اعلانية
وقال المرشح الرئاسي السابق الذي كان ينتمي لحزب "الشعب الجمهوري" وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا واستقال منه مطلع شهر فبراير من العام الجاري: "تلقيت اليوم حكماً بالسجن لمدّة 5 أشهر على خلفية رفضي لممارساتٍ غير القانونية حصلت خلال محاكمات التآمر في سيليفري". وهو يقصد بتلك المحاكمات، مقاضاة أنقرة قبل سنوات لعددٍ كبير من السياسيين البارزين والعسكريين والصحافيين وشخصياتٍ فاعلة من المجتمع المدني أُتهِموا من قبل السلطات بتشكيل منظّمة سرّية. وعُرفت تلك المحاكمات بـ "إرغينكون" نسبةً إلى اسم التنظيم السرّي، لكن تمّت تبرّئة كلّ المتهمين في عام 2019.
وأكد مستشار سياسي لإينجه الذي شكّل حركةً سياسية تدعى "الوطن" في منتصف شهر مايو الماضي أن المرشّح الرئاسي السابق سوف يطعن بالحكم الصادر بحقه، الأمر الذي يعني تأجيل سجنه إلى وقتٍ آخر.
وقال لـ "العربية.نت" أيضاً إن "قرار المحكم هو سياسي بامتياز ويأتي نتيجة معارضة إينجه لحزب العدالة والتنمية الحاكم"، دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.
وسبق للمدّعي العام التركي أن أصدر حكماً يقضي بسجن إينجه لمدّة 3 سنوات وذلك في عام 2016، عقب رفع الحصانة النيابية عنه في ذلك الوقت.
وقال إينجه (57 عاماً) في تغريدةٍ جديدة بعد التي أعلن فيها عن الحكم الصادر بحقه يوم أمس إن "حزب العدالة والتنمية انتهى منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي حصلت صيف عام 2016".
وعلى الرغم من أن إينجه هُزِم أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 24 يونيو من عام 2018، لكنه حصل على أكثر من 31% من أصوات الناخبين، وبذلك سجّل أكبر نسبة من الأصوات يحصل عليها مرشح من حزب "الشعب الجمهوري".
ومع أن إينجه يعارض الحزب الحاكم ورئيسه أردوغان، لكنه يعارض أيضاً كمال كليتشدار أوغلو الذي يتزعّم حزب "الشعب الجمهوري"، الذي كان المرشح الرئاسي السابق عضواً فيه حتى مطلع فبراير الماضي.
وغادر المرشح الرئاسي السابق حزب "الشعب الجمهوري" منذ أشهر واتهمه بعدم دعم حملته الانتخابية بالشكل المطلوب في عام 2018. كما أنه رفض مراراً تعاطي حزبه السابق مع حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد باعتباره يتبنى موقف الحكومة من هذا الحزب ويرى فيه امتداداً لحزب "العمال الكردستاني" المحظور لدى أنقرة.