يبدو أن اللاجئين الأفغان في تركيا يقضون أيامهم قلقين، وسط ارتفاع الدعوات في البلاد للمطالبة بإعادتهم إلى بلادهم.
ولعل قصة غوث الدين مبارز الذي دب في قلبه الخوف، حين سمع مشجعين أتراكاً في ملعب كرة قدم يهتفون داعين المهاجرين للعودة إلى بلادهم.
مادة اعلانية
فالشاب البالغ من العمر 20 عاما والذي وصل الأراضي التركية قبل سنتين، لم يكن يستشعر أي عداء تجاهه أو مواطنيه الآخرين، لكن الحال انقلب خلال الأسابيع الماضية بحسب ما أفاد في حديث لوكالة فرانس برس.
وقال: "حين وصلت إلى تركيا، كان الأمر سهلاً، لكن الأمر بات أكثر صعوبة بكثير اليوم، فأينما ذهبنا، نعيش في الخوف، نخشى أن يتم توقيفنا وإعادتنا إلى أفغانستان".
غضب شعبيفقد بدأت الشرطة التركية مؤخرا بجمع الأفغان ووضعهم في مراكز احتجاز تمهيدا لطردهم، في رد على الغضب المتزايد لدى الشعب حيال المهاجرين، والذي أججته أزمة اقتصادية أضرت بقدرته الشرائية.
وكانت مشاعر الغضب الشعبي هذه ظهرت إلى العلن وعلى شاشات التلفزة الوطنية في الآونة الأخيرة حين بدأ آلاف من مشجعي كرة القدم ترديد "لا نريد لاجئين في بلادنا" خلال مباراة ضمن التصفيات لكأس العالم.
لاجئون أفغان (أ ف ب)
فمنذ العام 2016، تؤوي تركيا إحدى أكبر تجمعات المهاجرين في العالم إثر اتفاق أبرمته مع الاتحاد الأوروبي خلال أزمة اللاجئين الوافدين من سوريا خصوصا في 2015-2016.
وباتت البلاد التي تعد 84 مليون نسمة تستقبل حاليا خمسة ملايين مهاجر ولاجئ بينهم حوالي 3,7 مليون من سوريا وما يصل إلى 420 ألف أفغاني.
لكن عدم الاستقرار الاقتصادي الذي فاقمه وباء كوفيد-19 أثار ارتيابا من السلطات والشعب حيال هؤلاء اللاجئين، وصل مستويات قلما سجلت سابقا.
لاجئون أفغان (أرشيفية- فرانس برس)
فبحسب دراسة أعدها معهد استطلاعات الرأي "أكسوي" فإن 85% من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم "قلقون" من وصول أفغان منذ عودة طالبان إلى السلطة بعد 20 عاما من طرد الحركة من الحكم.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سبق أن حذر الدول الغربية، القلقة هي أيضا من موجة هجرة جديدة محتملة، من أن تركيا لا تعتزم أن تصبح "مخزنا للاجئين".