فيما لا تزال المخاطر تحدق بمحيط مطار كابل الذي شهد يوم الخميس الماضي، بحرا من الدم، تكشفت تفاصيل التفجير الانتحاري الذي طال عشرات المدنيين الساعين إلى الهروب من البلاد، بعد سيطرة حركة طالبان.
فقد كشف مسؤولون أميركيون أن الحشود في ذلك اليوم كانت تتجمهر بجنون عند المدخل الرئيسي للمطار الذي يحرسه مشاة البحرية الأميركية، بالإضافة إلى بوابتين أخريين.
مادة اعلانية
إلا أن القوات الأمنية الأميركية التي تسلمت في اليوم السابق معلومات تفيد باحتمال استهداف المكان، عمدت بحسب السؤولين المذكورين إلى إغلاق بوابتين، مبقية على واحدة.
كما أضافوا بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز، أن عناصر طالبان الذين كانوا يقومون بدوريات عند نقاط التفتيش على طول طريق المطار صدوا الحشود المتدفقة نحو مطار حامد كارزاي مرتين يف ذلك اليوم، إلا أن الناس سرعان ما كانت تعود وبكثرة.
تغلغل بين الحشودإلا أن المرة الثالثة كانت مغايرة، فقد تدفق ضمن بحر النماس هذا، داعشي.
ففي الساعة 5:48 مساءً، سار الانتحاري، الذي كان يرتدي سترة ناسفة تزن 25 رطلاً تحت الملابس، باتجاه مجموعة من الجنود الأميركيين الذين كانوا يفتشون الناس الساعين إلى دخول المجمع.
وقد انتظر الرجل، بحسب المسؤولين حتى أتى دور تفتيشه من قبل القوات الأميركية، ثم فجر حزامه الناسف الذي كان محملا بكمية كبيرة جدا من المتفجرات.
ووصفت تلك اللحظات من شهود عيان كانوا في المكان بالجحيم الذي لا يوصف.
فيما أدى التفجير الذي تبناه لاحقا تنظيم داعش، إلى مقتل 169 أفغانيا و13 جنديا أميركيا، بحسب وكالة أسوشييتد برس، وسط مخاوف من تجدد الهجمات.
وأمس السبت نشرت حركة طالبان قوات إضافية حول المطار لمنع حشود كبيرة من التجمع بعد الهجوم الانتحاري المدمر، حيث يوشك الجسر الجوي الضخم الذي تقوده الولايات المتحدة على الانتهاء قبل الموعد النهائي في الحادي والثلاثين من أغسطس.
في حين كررت السفارة الأميركية في كابل، بوقت سابق اليوم الأحد، تحذيرها من التجمع حول المطار، بسبب استمرار المخاطر واحتمال وقوع هجمات أخرى.