قال مسؤول أمني غربي في مطار كابل، اليوم الجمعة، إن عمليات إجلاء المدنيين من كابل تسارعت بعد هجومين قرب المطار، أوديا بحياة العشرات مابين قتيل وجريح.
وقال المسؤول، بحسب ما نقلت عنه "رويترز"، إن الرحلات الجوية تقلع بانتظام.
مادة اعلانية
وفجّر انتحاريان من تنظيم داعش، الخميس، حزاميهما الناسفين وسط حشد من الأفغان الذين كانوا يحاولون الدخول إلى مطار كابل للفرار من بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان عليه، في تفجير مزدوج تلاه هجوم مسلّح ممّا أسفر عن مقتل 13 عسكرياً أميركياً وعشرات الأفغان.
وقالت الصحة الأفغانية إن 90 أفغانيا على الأقل قُتلوا وأصيب 150 آخرون، لكن الحصيلة مرشحة للارتفاع وسط صعوبة الوصول إلى المستشفيات.
من انفجاري مطار كابل
من انفجاري مطار كابل
من انفجاري مطار كابل
وتعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي بدا واضحاً أنّه صدم من هول ما جرى، "مطاردة" منفّذي الهجوم و"تدفيعهم ثمن" قتلهم العسكريين الأميركيين "الأبطال".
والهجوم الذي تبنّاه تنظيم "داعش" هو أول اعتداء دموي تشهده كابل منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان في 15 أغسطس، وقد وقع قبيل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان في 31 أغسطس بعد 20 عاماً من حرب عقيمة ضدّ الحركة الإسلامية المتشدّدة.
ومساء الخميس قال البنتاغون إنّ الهجوم أسفر عن سقوط 13 قتيلاً و18 جريحاً في صفوف العسكريين الأميركيين.
وقرابة منتصف ليل الخميس-الجمعة سُمع دويّ انفجار ثالث قوي في كابل مما أثار مخاوف من أن يكون هجوم آخر قد وقع، لكنّ نظام طالبان ما لبث أن قال إنّ الدويّ ليس ناجماً عن هجوم بل عن تدمير القوات الأميركية عتاداً عسكرياً في مطار كابول، وهو أمر لم يؤكّده الجيش الأميركي في الحال.
ودانت حركة طالبان على لسان الناطق باسمها ذبيح الله مجاهد الهجوم، وقال "تدين الإمارة الإسلامية بقوة التفجير الذي استهدف مدنيين في مطار كابل"، مشدّداً على أنّ "الانفجار وقع في منطقة خاضعة أمنياً لمسؤولية القوات الأميركية".
وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض تعهّد الرئيس الأميركي ملاحقة منفّذي الهجوم الانتحاري، مؤكّداً من جهة ثانية تمسّكه بإنجاز الانسحاب العسكري من أفغانستان في 31 الجاري وبمواصلة عمليات الإجلاء إلى ذلك الحين.
وإذ وصف بايدن جنود بلاده الذين قتلوا في الهجوم الانتحاري بأنّهم "أبطال"، قال "لأولئك الذين نفّذوا هذا الهجوم وكذلك لأي شخص يتمنّى الضرر لأميركا، اعلموا هذا: لن نسامح. لن ننسى. سنطاردكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
كما جدّد التزامه إنجاز انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في 31 أغسطس على الرّغم من الأصوات التي تطالبه، وبعضها من داخل حزبه، بالبقاء لما بعد هذه المهلة النهائية من أجل استكمال عمليات الإجلاء.
وأعلن الرئيس الديموقراطي أنّ لا دليل حتى الساعة على حصول "تواطؤ" بين حركة طالبان وتنظيم داعش في الهجوم الانتحاري الذي تبنّاه التنظيم الجهادي.
ولم يعلن الجيش الأميركي حتى الآن تفاصيل الهجوم، لكنّ الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن أفغانستان، أنّ بوابة آبي المؤدية إلى مطار كابل شهدت تفجيرين نفّذهما انتحاريان ينتميان إلى "ولاية خراسان" في تنظيم داعش و"أعقبهما مسلّحون من التنظيم نفسه "أطلقوا النار على المدنيين والجنود''.
وتسيطر حركة طالبان على الطرقات المؤدّية إلى بوابات المطار، في حين يتولّى عناصر من المارينز وقوات أخرى تأمين بوابات المطار وحرمه.