لا شك أن أي مراقب للأخبار هذه الأيام، وللمشهد الجنوني الحاصل في أفغانستان، لاسيما في محيط مطار كابل، قد يتساءل كيف للناس المكتظة في هذا المكان، ولا سيما للقوات الغربية، أن تتعامل مع عناصر طالبان.
فمسلحو الحركة منتشرون منذ الأحد الماضي إثر سيطرتهم على العاصمة بمحيط المطار الذي فاض بآلاف المواطنين الأفغان والأجانب على السواء.
مادة اعلانية
لعل هذا المشهد ما دفع جنديا بريطانيا إلى كتابة مذكراته، في مقال نشرته صحيفة "التيليغراف" البريطانية اليوم السبت، معبرا عن استهجانه مما حصل منذ الأحد الماضي.
فقد أوضح أن جنودا بريطانيين في أفغانستان وجدوا أنفسهم فجأة مضطرين للمشاركة في "دورية" مع عناصر طالبان الذين قتلوا أصدقاءهم.
كما روى كيف نزل عدد من الجنود البريطانيين إلى شوارع العاصمة الأفغانية التي سقطت بشكل دراماتيكي بين أيدي طالبان، بحثا عن مواطنين بريطانيين من أجل إنقاذهم ونقلهم إلى المطار، وكان بينهم مكفوفون وحوامل ومعاقون أيضا.
من مطار كابل (فرانس برس)
ووصف بالتفاصيل ما جرى منذ اليوم الأول (الأحد الماضي) وكيف هرع الآلاف إلى المطار في مشهد من الفوضى والهلع والخوف.
أما عن مسألة "الدورية المشتركة" مع طالبان، فأوضح أن الأمر كان أشبه بمشهد سريالي، فقد وقف الجنود البريطانيون والأميركيون على بعد 5 أقدام من عناصر طالبان الذين قاتلوه لسنوات طويلة. وتابع: "كان الأمر أشبه فعلا بتنفيذ دورية راجلة مشتركة معهم!".
يذكر أن حوالي 12 ألف شخص أجلوا من كابل منذ يوم الأحد الماضي، بحسب ما أعلن مسؤول في الحلف الأطلسي اليوم السبت، مؤكدا أن عمليات الإجلاء سرت بشكل بطيء لتفادي وقوع أي مشاكل أو اشتباكات مع عناصر طالبان.