لعل الرئيس الأميركي جو بايدن لم يخطئ حين قال قبل يومين، إن طالبان التي استولت على أفغانستان لم تغير معتقداتها الأساسية.
لكن الحركة التي تجر وراءها تاريخا مظلما من الانتهاكات، بدأت تدرك أهمية "الصورة"، ووسائل التواصل الاجتماعي.
مادة اعلانية
فقد بدأت عبر مئات الحسابات على تويتر وغيره من منصات التواصل تلمع صورتها، ماحية أي أثر لانتهاكات قد تطفو من قبل عناصرها، على الرغم من أن العديد من الفيديوهات تسربت تظهر جرائم وتصفيات بحق عدد من المواطنين والمسؤولين الأفغان السابقين.
صورة عصريةإذ كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن مؤيدي الحركة باتوا يستخدمون طرقا معقدة جدا على مواقع التواصل لإظهار طالبان "الجديدة" بصورة عصرية!
كما بدأوا يعملون بجد من أجل محو ما ثبت في أذهان الملايين في الداخل والخارج عن طالبان "الشريرة والمتطرفة".
إلى ذلك، أوضح محللون للصحيفة الأميركية أن "شركة علاقات عامة واحدة على الأقل باتت تقدم المشورة للحركة، وتنصحها بشأن كيفية نشر الرسائل والصور والفيديوهات عبر المنصات على نطاق واسع تماما كما تفعل الحملات السياسية والشركات!".
وقد بات أي متصفح الآن لمنصات التواصل، لا سيما تويتر، يرى مقاطع فيديو لمسؤول في طالبان يطمئن مثلا عاملات في مجال الصحة بأن بإمكانهن الاحتفاظ بوظائفهن.
عناصر من طالبان (أرشيفية- فرانس برس)
فيما ظهر عناصر الحركة المتشددة بمقاطع أخرى يجزمون لبعض الأقليات الدينية بأنهم محميون.
فطالبان، التي حظرت الإنترنت في المرة الأولى التي سيطرت فيها على أفغانستان قبل أكثر من 20 سنة، بدأت تسعى هذه المرة إلى تحويل وسائل التواصل إلى أداة تروض بها المعارضة وتبث عبرها رسائلها للعالم.
وقد بدأت الحركة تستخدم آلاف الحسابات على تويتر بعضها رسمي والبعض الآخر غير معروف الهوية تماما، بحسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" من أجل تهدئة الجمهور الأفغاني.
كما راحت تكرر عبر خطابات وتصريحات مسؤوليها أنها لن تتهاون مع انتهاكات عناصرها، ولعل أحدث تصريح في هذا السياق، ما أكده مسؤول في الحركة لرويترز اليوم السبت، إذ قال إن طالبان ستكون مسؤولة عن أفعالها وستحقق في تقارير عن قيام أعضاء بالحركة بارتكاب أعمال انتقامية وفظائع.