تعتقل الأجهزة الأمنية في إيران بين الحين والآخر شعراء ومفكرين ملصقة بهم تهمتها الجاهزة ألا وهي "تعريض الأمن القومي الإيراني للخطر" أو "الدعاية ضد الثورة"، إلا أن الأمر المثير للاستغراب أن يلقي جهاز الأمن والاستخبارات في "الحرس الثوري" الإيراني القبض على شاعر اعتاد أن يستقبله المرشد علي خامنئي في الأمسيات الشعرية التي ينظمها في "بيته"، حيث يتم اختيار الشعراء من الموالين للنظام بدقة تامة.
لكن هذا ما حصل مع الشاعر حسين جنتي الذي تم استعداؤه قبل أيام قليلة إلى مكتب استخبارات الحرس الثوري في مدينة أصفهان وسط البلاد. وذكر موقع "هرانا" الذي ينشر أنباء السجناء والمعتقلين أن استخبارات الحرس الثوري اعتقلت جنتي بعد أن أصدر المدعي مذكرة اعتقال يوم الأحد الماضي بتهمة "الدعاية ضد النظام". وأضاف "هرانا" أن الشاعر المعتقل نقل إلى مكان مجهول.
وجاء قرار الاعتقال بعد إلقائه قصيدة في جامعة مدينة أصفهان.
وانتشر خبر اعتقاله في أصفهان كالنار في هشيم، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعية، مثيرا انتقادات واسعة.
وللشاعر المتحدر من مدينة ورامين، جنوبي العاصمة طهران عدة مؤلفات شعرية.
وسبق أن شارك حسين جنتي في أمسية شعرية بحضور المرشد الإيراني علي خامنئي انتقد فيها قضايا اجتماعية وشؤونا اقتصادية في إيران، ولاقت إحدى قصائده استحسان المرشد نفسه.
ومن بعض أبياته انتقاده لحال إيران في الوقت الراهن، إذ قال في أحد أشعاره:
يا إيران كيف تعيشين في ليل مفتوح
كيف تنتقلين من ظالم إلى ظالم
يا المنهكة من شاهات السلطة العفنة
كيف حالك في الفضاءات العطرة
ما من أثقل حمل التاج والعرش كاهلك
كيف حالك اليوم وأنت تحت وطأة المنابر
وأتى اعتقال بعد أن أكد المرشد الأعلى للنظام الإيراني في خطاب سابق أنه " لم يتم اعتقال أي شخص في الجمهورية الإسلامية بسبب التعبير عن رأيه، ومن يدعي بأنه تعرض للضغوط بسبب انتقاده للحكومة، فهو كاذب."