يكتنف الغموض الشديد ظروف مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المتمردين الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مثلما هي حياته ودوره في الحركة الانقلابية، والتي تحيطها الميليشيات بتكتم شديد، خاصة لقادتها الميدانيين.
وبحسب المعلومات المتوفرة يعتبر إبراهيم بدر الدين الحوثي أحد أذرع شقيقه زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، حيث كان يعتمد عليه في العديد من العمليات العسكرية في الميدان، لا سيما العمليات التي تقع حول صعدة باتجاه الحدود السعودية.
اقتحام العاصمة
كما كان من أبرز قادة عملية اقتحام العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، حيث شارك بفاعلية وبشكل كبير في عملية الانقلاب على الشرعية واقتحام دار الرئاسة ومحاصرة الرئيس عبد ربه منصور هادي في منزله آنذاك.
ويلفّ الغموض مقتل شقيق زعيم الميليشيات، الذي نعته، اليوم الجمعة، وزارة داخلية الحوثيين في الحكومة الانقلابية غير المعترف بها دوليا، وسط تداول تقارير إعلامية عن صراع شديد بين قادة الميليشيات المقيمين في صنعاء، بعيداً عن قائدهم عبدالملك الحوثي، الذي يؤكد مراقبون أنه يختبئ في كهوف الجبال بمحافظة صعدة، معقلهم الرئيس أقصى شمال اليمن.
تصدع أركان الحوثي
وخرجت إلى العلن مؤخراً صراعات على الزعامة والنفوذ، بين قادة الميليشيات في صنعاء، فتدفق الإغراءات بالتفرد بالسلطة التي من الصعب مقاومتها، كانت أحد الأسباب الرئيسية في تصدع أركان جماعة الحوثي الانقلابية، وأبرز ملامح الصراع الإيديولوجي الداخلي في الجماعة، ما فتح أبواب الدم في التصفيات المتبادلة في قمة الهرم للقيادة الحوثية.
ويتصدر صراع أجنحة المليشيات الحوثية رئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، حيث يتهم محمد علي الحوثي، أشقاء عبدالملك، ومنهم عبدالغني وإبراهيم، بأنهم وراء محاولات غريمه بتحجيم دوره في قيادة الجماعة.
وتكشف هذا الصراع بشكل أكبر، بعد خسارة الحوثيين ما يسمى رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، أحد المطلوبين الإرهابيين للتحالف وقتل بغارة لطيران التحالف في الحديدة، حيث برزت تيارات جديدة بزعامة "محمد علي الحوثي"، و"أبو علي الحاكم" القائد العسكري للجماعة ورئيس جهاز استخبارات الجماعة في صنعاء، ومهدي المشاط مدير مكتب عبدالملك الحوثي الذي تم فرضه خلفا للصماد.
ويأتي إعلان داخلية الحوثيين، بنعي إبراهيم الحوثي دون ذكر تفاصيل عن مكان وتوقيت وظروف ما وصفتها بـ "الاغتيال"، ليثير التكهنات حول حقيقة على يد من قتل شقيق زعيم الحوثيّين الأصغر.
وغاب إبراهيم الحوثي المولود عام 1979، الشقيق الأصغر لزعيم الحوثيّين عن الأنظار منذ فترة، وكان برفقة شقيقه عبدالملك زعيم الجماعة، الذي تؤكد التقارير إنه يعتمد عليه في بعض العمليات العسكرية.
الإخوة الأعداء
وتفيد مصادر مقربة من قيادات الحوثيين ومطلعة على تفاصيل الصراع الداخلي، بأن مقتل شقيق زعيم الميليشيات يأتي ضمن التصفيات في صفوف "الإخوة الأعداء"، في ظل غياب مرجعية يركن إليها المتخاصمون على السلطة والمال في الميليشيات الحوثية.
وتصاعدت مؤخرا بشكل لافت حوادث الاغتيالات والتصفيات، لقيادات حوثية في إطار مسلسل الصراع البيني وآخرها مقتل القيادي الحوثي "العميد محمد الشتوي"، أحد أبرز قيادات الميليشيا الحوثية في محافظة عمران، وأحد وجهاء قبيلة سفيان، بمواجهات مع قيادي حوثي آخر يدعى "مجاهد قشيرة".
وفي وقتٍ سابق، قتل القيادي الحوثي خالد علي جعمان، على يد مسلح حوثي آخر، وفي مطلع إبريل، أقدم مشرف حوثي يدعى "أبو ناجي الماربي"، على تصفية الشيخ القبلي أحمد سالم السكني.
وأواخر مايو الماضي، شهدت مدينة إب، أيضاً مواجهات بين مراكز نفوذ داخل الجماعة أسفرت عن تصفية أحد القيادات المحلية التي ساهمت في تمكينهم من الاستيلاء على المحافظة، وهو العميد عبدالقادر سفيان، المعين من قبلهم وكيلاً لمحافظة إب، في اشتباكات مع عناصر أمن وسط المدينة.