ترأس الرئيس ترمب اجتماعا استثنائيا بالمكتب البيضاوي في وقت سابق من هذا الشهر مع رؤساء معظم شركات الطيران الأميركية الكبرى الذين عرضوا شكواهم من المنافسة غير العادلة من جانب شركات طيران شرق أوسطية.
وانصبت شكوى رؤساء الشركات الأميركية الكبرى، على وجه التحديد، على الخطوط الجوية القطرية، التي اشترت مؤخرًا حصة كبيرة في شركة طيران إيطالية وقامت بزيادة عدد رحلاتها إلى الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "ناشيونال ريفيو"، أن الاجتماع مع ترمب ضم نائب الرئيس مايك بنس.
انتهاك نص وروح الاتفاق
تعتقد شركات الطيران الأميركية أن هذه الممارسات القطرية تعد انتهاكا لنص وروح اتفاقية السموات المفتوحة، التي تنظم دخول شركات الطيران إلى أجواء بلد آخر، خاصة وأن الهدف هو إفادة المستهلكين من خلال توفير الدخول المفتوح، ما لم تستخدم شركة الطيران المدعومة من الحكومة ميزة مصطنعة للتنافس بشكل غير عادل مع شركات الطيران الخاصة.
يدور الخلاف حول ما إذا كانت قطر تقوم بشكل من أشكال "إعادة الشحن" تجاريا، على غرار نفس الطريقة التي تستخدمها الصين لتجنب التعريفات الجمركية عن طريق إعادة توجيه الكثير من صادراتها من الصلب والألومنيوم عبر ماليزيا أو فيتنام قبل وصولها إلى الولايات المتحدة، للتهرب من اتفاقية 2018 مع الولايات المتحدة.
مزاعم قطرية
تحاول الخطوط الجوية القطرية نفي الهدف أن عمليات التوسع الضخم في الآونة الأخيرة نتيجة لدعم حكومي من العائدات المهولة لصادرات الغاز الطبيعي، لكن لا يصدق باقي أعضاء صناعة الطيران تلك المزاعم، وخاصة وأن الحكومة القطرية، في السنة المالية 2017، قامت بضخ 491 مليون دولار في شركة الطيران القطرية.
وبحسب "ناشيونال ريفيو" من غير المرجح أن تكون محض صدفة بحته أنه في نفس العام قامت الخطوط الجوية القطرية بشراء 49% من شركة متعثرة تدعى "إير إتالي"، والتي كانت تنظم رحلات على المستوى الإقليمي في أوربا فقط بالإضافة إلى بضع رحلات موسمية إلى الولايات المتحدة.
وبعد يومين من شراء الخطوط الجوية القطرية حصة في "إير إتالي"، بدأت في التوسع، حيث تقوم حاليا بتشغيل رحلات مباشرة من ميلان وإيطاليا إلى نيويورك وميامي على مدار العام. وتطير رحلاتها أيضًا من ميلانو إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في موسم الصيف.
كما تم تحديد أسعار تذاكر تلك الرحلات لجذب الركاب من شركات الطيران الأميركية. ويمكن أن تعتمد الخطوط القطرية على الدعم الحكومي القطري لتعويض أي خسائر خلال مرحلة استيلائها على حصة كبيرة في السوق الأميركي.
نسخة إيطالية من الخطوط القطرية
ويصف أوسكار مونوز، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إيرلاينز، شركة "إير إتالي" بأنها "النسخة الإيطالية من الخطوط القطرية". وأخبر الرئيس ترمب في اجتماع المكتب البيضاوي أن القطريين يخالفون بنود اتفاقيات الخدمات الجوية الحالية.
لكن على ترمب أن يأخذ في الحسبان موقف المفوضية الأوربية، التي تعتقد أن أنشطة طيران "إير إتالي" مسموح بها بموجب اتفاقية الأجواء المفتوحة.
في الشهر الماضي، استخدمت اللجنة لغة مباشرة بشكل غير عادي في تحذير الولايات المتحدة بأنها "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع" عن حقوق "إير إتالي"، إذا حاولت الولايات المتحدة إعاقة رحلاتها عبر المحيط الأطلسي. بمعنى آخر، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "إير إتالي"، فستقوم المفوضية الأوروبية هي الأخرى بفرض عقوبات ضد شركات الطيران الأميركية.
على غرار المفاوضات مع الصين
لكن من غير المرجح أن يتم إجبار إدارة ترمب على التراجع بسهولة، وبخاصة أنها لطالما أعربت عن قلقها بشأن مخالفات الشركات الأجنبية. وفي العام الماضي، قال الرئيس ترمب للصحفيين: "إذا كنت تتحدث عن الصين، فقد لاحظت أن الصحفيين يكتبون أن واردات الفولاذ للولايات المتحدة من الصين تقدر بـ 2%. حسنًا، هذا ليس صحيحًا...لأنهم يقومون (الصينيون) بإعادة الشحن عبر بلدان أخرى".
وللقياس، يمكن متابعة نتائج المفاوضات الأميركية مع الصين بشأن التعريفات الجمركية، بعدما تنتهي هدنة يونيو، التي أعلنت كلا البلدين بموجبها حظر الزيادات المقررة في الرسوم الجمركية، في خريف هذا العام.
ومن المتوقع أن يتم طرح قضية إعادة الشحن على طاولة المحادثات. ويمكن أن تعطي نتيجة هذه المفاوضات مثالا على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع مشكلة إعادة الشحن عندما يتعلق الأمر بشركات الطيران التي تتقدم بطلب للدخول إلى السوق الأميركي المربح.