هكذا أسس أحد أقرباء نابليون بونابرت جهاز "FBI" الأميركي

تصنّف عائلة بونابرت كواحدة من أكثر العائلات الحاكمة تأثيراً بالتاريخ الحديث حيث غيّر العديد من أبنائها مجريات أحداث القرن التاسع عشر وساهموا في رسم ملامح العالم المعاصر.

ويصنّف كل نابليون بونابرت، المعروف بنابليون الأول، ولويس نابليون بونابرت، المعروف بنابليون الثالث، كأهم أفراد هذه العائلة فقد لعب الأول دوراً هاماً في فك رموز الكتابة الهيروغليفية عقب اكتشاف حجر رشيد أثناء حملته على مصر وغيّر خريطة القارة الأوروبية وساهم في ظهور دول جديدة عقب ما عرف بالحروب النابليونية وامتد تأثيره ليشمل القارة الأميركية فأسهم في تضاعف مساحة الولايات المتحدة عقب صفقة بيع لويزيانا الفرنسية سنة 1803 وأثّر في تقدم واستقلال البرازيل عقب هروب العائلة الحاكمة بالبرتغال إليها بسبب هجومه على شبه الجزيرة الأيبيرية أما الثاني، أي نابليون الثالث، فيعود الفضل إليه في رسم ملامح باريس المعاصرة بسبب ما أدخله من تغييرات معمارية عليها كما لعب أيضا دوراً هاماً في الوحدتين الإيطالية والألمانية.

صورة تعبيرية إلى اليمين شعار مكتب التحقيقات الفيدرالي وإلى اليسار صورة نابليون بونابرت

ولم يقتصر تأثير هذه العائلة على أحداث القرن 19 فقط ففي مطلع القرن العشرين تمكن أحد أفرادها ممن ترعرعوا بالولايات المتحدة الأميركية من تأسيس أشهر جهاز أمني بالعالم والمعروف بمكتب التحقيقات الفيدرالي والذي يختصر عادة بأحرف أف بي آي (FBI).

خلال العام 1803، أُرسل جيروم بونابرت (Jérôme Bonaparte)، الشقيق الأصغر لنابليون بونابرت، في مهمة نحو جزر الأنتيل. وفي طريقه، حلّ الأخير بنيويورك فتزوج هنالك من امرأة تدعى إليزابيث باترسون أنجب منها سنة 1805 طفلاً سمي جيروم نابليون بونابرت. وتحت وطأة الضغوطات، فضّل شقيق نابليون بونابرت إبطال زواجه من هذه المرأة الأميركية وعاد أدراجه نحو أوروبا.

رسم تخيلي لإليزابيت باترسون
صورة لتشارلز جوزيف بونابرت مؤسس جهاز أف بي آي

في الأثناء، ظلّ جيروم نابليون بونابرت بالولايات المتحدة الأميركية ورفض مغادرتها ورزق بطفلين حمل أكبرهما اسم جيروم نابليون بونابرت الابن، ولد عام 1830، بينما لقّب الأصغر والذي ولد سنة 1851 بتشارلز جوزيف بونابرت (Charles Joseph Bonaparte). وبينما حضي الأول بمسيرة عسكرية، اتجه الطفل الأصغر تشارلز جوزيف بونابرت نحو القانون والسياسة فدرس الحقوق بجامعة هارفارد وأصبح محاميا مشهورا وانظم للحزب الجمهوري ودافع عن قضاياه وبالتزامن مع ذلك تبنى تشارلز جوزيف بونابرت آراء ثورية بالنسبة لعصره فدافع عن حقوق السود والنساء.

خلال السنوات التالية، حقق تشارلز جوزيف بونابرت صعوداً سريعاً وتدرج في سلم المناصب ليعين سنة 1906، أثناء الفترة الرئاسية لثيودور روزفلت، وزيرا للعدل ولتوكل له بناء على ذلك مهمة القضاء على الجريمة المنظمة على أراضي الولايات المتحدة الأميركية.

صورة لجيروم نابليون بونابرت الإبن
صورة لجيروم نابليون بونابرت
لوحة تجسد الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث

وبسبب عدم وجود محققين بوزارته، استعان الوزير الجديد بمسؤولين من الخزانة الأميركية وعملاء سريين فأثار بذلك غضب زملائه وقلق الكونغرس الذي تخوف من هذه الإجراءات.

أمام هذا الوضع، قرر تشارلز جوزيف بونابرت انتداب عملائه الخاصين والمدربين بشكل جيد على التعامل مع جميع المواقف لتكوين جهاز تحقيقات خاضع لوزارة العدل. وقد لقيت هذه الفكرة استحسان الرئيس ثيودور روزفلت الذي وافق عليها ليتمكن بذلك وزير العدل المنحدر من أصول فرنسية من بعث أحد أشهر أجهزة الأمن على الصعيد العالمي، والذي تمثلت أولى مهامه في التحقيق في قضية شبكة اتجار بالنساء على الأراضي الأميركية.

يوم 26 تموز/يوليو 1908، أسس تشارلز جوزيف بونابرت ما عرف حينها بمكتب التحقيقات (Bureau of Investigation) والذي أشير إليه بالأحرف بي أو آي (BOI) وبحلول العام 1935 تم تغيير اسم هذا الجهاز ليحصل على اسمه المعاصر "مكتب التحقيقات الفيدرالي" والذي اختصر في أحرف أف بي آي (FBI).

لوحة تجسد جيروم بونابرت شقيق نابليون بونابرت
لوحة زيتية تجسد الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت
صورة للرئيس الأميركي ثيودور روزفلت

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى