تتكرر عمليات السلب والنهب بين الحين والآخر في مناطق متفرقة تخضع لسيطرة قوات النظام السوري، لاسيما في البلدات الصغيرة التي تقع بالقرب من العاصمة دمشق، بالإضافة إلى دمشق وحلب وحماة واللاذقية وحمص.
وتشير وسائل إعلام سورية معارضة إلى أن "بعض عمليات السطو المسلحة يقف وراءها مقربون من ماهر الأسد"، شقيق بشار الأسد، والذي يقود الفرقة الرابعة في جيش النظام.
وبالرغم من استخدام كاميرات المراقبة في أغلب محلات الصرافة التي تعرضت لسطو مسلح، إلا أن النظام لم يحدد هوية الفاعلين بعد.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر محلية في محافظة حماة، الخاضعة لسيطرة النظام، عن أن "النظام لم يتمكن حتى اللحظة من معرفة هوية أو إلقاء القبض على المسلحين، الذين اقتحموا مكتب شركة حوالات (الهرم)"، والمعروفة في عموم البلاد.
وذكرت المصادر لـ"العربية.نت" أن "مسحلين سطوا على مكتب شركة الهرم في بلدة السقيلبية غرب حماة بداية العام الحالي. ورغم مرور أشهر طويلة، لا تفاصيل حتى الآن عن الفاعلين".
وتكاد حالات السطو المسلحة لا تُعد ولا تُحصى بهذه المناطق السورية في ظل الفوضى العارمة التي تشهدها البلاد منذ سنوات. وهي تستهدف دوماً شركات ومكاتب الحوالات المالية وصرافي العملات.
وبداية الأسبوع الحالي، هاجم مسلحون مجهولون مكتباً للحوالات المالية وسط مدينة حلب، التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد. وتمكنوا من سرقة معدات إلكترونية بالإضافة لمبلغ مالي، كما أن أحد موظفي المكتب أصيب بجروح نتيجة تبادل إطلاق النار.
ورجحت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت" أن "قيادياً في الحرس الثوري الإيراني أنشأ شركة أمنية لحماية شركات الحوالات وصرافي العملات في حلب ويشترط حماية هذه المكاتب مقابل حصوله على مبلغ مالي منهم بشكل شهري".
وتابعت: "لذا فالاحتمال الأكبر أن عناصر هذا القيادي يقفون وراء عملية السطو المسلح على هذا المكتب باعتبار أن صاحبه رفض الاشتراك بخدمة الحماية التي يقدمها".
وتُعد هذه الحادثة هي الثانية من نوعها في غضون يومين. ففي ضاحية قدسيا الواقعة بالقرب من دمشق، أصيب مدير مكتب شركة الهرم نتيجة سطو مسلح على مكتبه من قبل مسلحين مجهولين أيضاً تمكنوا من سرقة أموال "باهظة"، بحسب مصادر مطلعة أشارت لـ"العربية.نت" إلى أن "إصابة مدير المكتب كانت بليغة، وفقد حياته على إثرها يوم الأحد الماضي".
وفي دمشق وحلب ومختلف مناطق سيطرة النظام، يسيطر الخوف والذعر على معظم أصحاب المحلات التجارية، خاصة أصحاب رؤوس الأموال "الضخمة" نتيجة حالات السطو المسلح هذه، والتي يقدم عليها مسلحون في وضح النهار. ويتخوف هؤلاء بالدرجة الأولى من امتداد عمليات السطو لمناطق عملهم.
ويربط بعض أصحاب رؤوس الأموال في هذه المدن "تساهل قوات النظام" مع هذه الحالات وعدم محاسبة الفاعلين أو إظهار هوياتهم بـ"تبعيتهم له"، ويتهمون ميليشيات مسلحة تابعة للنظام بالوقوف وراء عمليات السلب والنهب التي تشهدها مناطقهم بين الحين والآخر.