كشفت معلومات المعارضة الإيرانية أن الوحدة الإيرانية التي احتجزت الناقلة البريطانية "ستينا امبيرو" في 19 يوليو/تموز الجاري، هي "لواء ذو الفقار" البحري في جزيرة قشم، والتابعة للمنطقة البحرية الأولى لقوات الحرس الثوري، وذلك بإسناد من اللواء الخاص للمغاوير "أبا عبدالله" ومقره في جزيرة فارور.
وذكر تقرير لـ"لجنة الأبحاث الدفاعية والاستراتيجية" في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض، اطلعت عليه "العربية.نت"، أن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قام يوم الخميس 18 يوليو/تموز، بزيارة مراكز القوات البحرية في الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران (أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى)، قبل يوم واحد من العملية.
وأوضح التقرير أن قائد "لواء ذو الفقار قشم" هو الادميرال مهدي هاشمي. وتتمثل المهمة الرئيسية لهذه الوحدة في السيطرة على حركة ناقلات النفط في مضيق هرمز.
ويقع المركز الرئيسي لـ"لواء ذو الفقار قشم" في معسكر الحرس الثوري في منطقة مسن، في جزيرة قشم، وله رصيف خاص في أحد مرافئ قشم.
كما لهذا اللواء مقرات أخرى، يقع أحدها على مسافة خمسة كيلومترات من قشم، مع رصيف خاص له هناك. وكذلك مقر على رصيف بهمن في شرق جزيرة قشم، بالإضافة إلى مقر في ميناء لافت، مع رصيف خاص في شمال جزيرة قشم.
منشآت صواريخ وتدريب ميليشيات
وأفادت "لجنة الأبحاث الدفاعية والاستراتيجية" في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" أن القوة البحرية التابعة للحرس الثوري تقوم ببناء منشآت تحت الأرض داخل جزيرة قشم وكذلك على سواحل الجزيرة لتخزين الصواريخ البحرية لاستخدام الجزيرة لتخزين ترسانة من صواريخ "كروز" قبل تصديرها إلى دول مثل اليمن وسوريا ولبنان.
أما مقر "لواء مغاوير أبا عبد الله" في جزيرة فارور، والذي نفذ عملية الإنزال الجوي على ناقلة النفط البريطانية، فيحتوي أيضا على مركز لتدريب الميليشيات المختلفة من اليمن والبحرين وغيرها من الدول على العمليات البحرية، بحسب التقرير.
يذكر أن مركز قيادة المنطقة البحرية الأولى لقوات الحرس الثوري يقع في بندر عباس في ميناء باهنر. والقائد الحالي للمنطقة البحرية الأولى هو الأدميرال علي عظمائي، ونائبه الأدميرال علي غلامشاهي. وتمتد منطقة سلطة هذه القيادة من ميناء سيريك إلى الطرف الغربي من جزيرة قشم.
قرار المرشد
وتقول المعارضة الإيرانية إن قرار احتجاز السفينة البريطانية صدر من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي هدد بالانتقام من بريطانيا قبل ثلاثة أيام من وقوع الحادث وذلك رداً على احتجاز الناقلة الإيرانية "غريس 1" في جبل طارق، لانتهاكها العقوبات الأوروبية بتهريب النفط إلى النظام السوري.
وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد قال بعد أيام من احتجاز السفينة البريطانية، إن هذا العمل تم رداً على احتجاز الناقلة الإيرانية.
تنفيذ العملية
وذكر التقرير أن عملية احتجاز الناقلة البريطانية تمت علناً بأمر من حسين سلامي، قائد قوات الحرس الثوري، وتحت إشراف نائبه علي فدوي، وبقيادة علي رضا تنغسيري، قائد قوات البحرية في الحرس الثوري.
هذا وكانت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، قد نشرت أمس الاثنين، مقطعا يُظهر قيام القوات البحرية التابعة للحرس بتوجيه تحذير لسفينة حربية بريطانية أرادت إنقاذ الناقلة "ستينا إمبيرو" أثناء احتجازها.
ويظهر الفيديو قيام زوارق الحرس الثوري بمحاصرة الناقلة البريطانية في 19 يوليو/تموز الجاري، بينما بث مكالمة بين قيادة البحرية الإيرانية وقيادة السفينة الحربية البريطانية التي ادعت الوكالة أنها كانت قريبة من المكان، لكن الإيرانيين حذروها من التدخل.
ووفقا للمكالمة التي لم يتم التأكد من صحتها، يخاطب قائد عمليات الحرس الثوري قيادة السفينة الحربية البريطانية ويقول إن ناقلة النفط باتت تحت تصرفه ويحذر البريطانيين من التدخل في مهمته وينصحهم بعدم المخاطرة بحياتهم.
ولا تزال التوترات متصاعدة بين البلدين وسط رفض لندن المقايضة بين الناقلتين، حيث صرح وزير الخارجية البريطاني الجديد، دومينيك راب، الاثنين، أن "على طهران الإفراج عن السفينة التي ترفع العلم البريطاني، ولن يكون هناك تبادل لناقلات"، مضيفاً أنه "يجب على إيران احترام القانون الدولي".
كما أكد راب أن أميركا تدعم مبادرة لأمن الخليج يقودها الاتحاد الأوروبي، بينما اعتبرت إيران دعوة لندن لتشكيل مهمة بحرية أوروبية في الخليج حيث وصلت بارجة حربية بريطانية ثانية "استفزازاً".