كشف مصدر أمني مطلع في مدينة أربيل العراقية، عن تفاصيل حادثة الاغتيال التي راح ضحيتها نائب القنصل التركي واثنين من مرافقيه العراقيين داخل أحد المطاعم وسط المدينة.
وقال المصدر رافضا الكشف عن هويته في حديث لـ"العربية.نت" أن المسلحين الاثنين كانا ينتظران داخل المطعم الذي يرتاده موظفو القنصلية التركية بشكل مستمر ومنهم نائب القنصل التركي وعند جلوس نائب القنصل وعناصر حمايته على أحد طاولات المطعم فوجئ بأحد الجالسين وهو مظلوم داغ يشهر سلاحه الكاتم بوجه نائب القنصل وقبل أن يطلق النار صرخ بوجه الدبلوماسي التركي "إننا سنقتلكم جميعا" ثم أطلق بعدها عدة رصاصات على نائب القنصل وعناصر حمايته.
وأشار المصدر أن شخصين كانا بالقرب من مكان جلوس عناصر القنصلية التركية بالإضافة إلى المنفذ مظلوم داغ.
مسدس كاتم وسيارة صغيرة
وأضاف المصدر أن مهمة مظلوم داغ كانت إخراج مسدسه الكاتم وإطلاق النار على الدبلوماسي التركي وفي حالة عكس ذلك ستكون مهمة مساعده الذي كان جالسا بجانبه ويدعى محمد بيسكسز وألقابه ثلاثة وهي "دجوار" و"مامند" و"يوسف"، ومهمته هي مساندة داغ في حالة إخفاقه في إتمام مهمته التي جاء من أجلها.
وأكد المصدر أنه عند خروج مظلوم داغ وبيسكسز والشخص الثالث كانت هناك سيارة صغيرة تنتظرهم أمام باب المطعم لتأخذهم مسرعة وسط هلع وذهول كبيرين بين رواد المطعم.
وأضاف المصدر أن مظلوم داغ اعتقل بعد حملة تفتيش واسعة جرت في مدينة أربيل بينما كان يهم بالهرب نحو جبال قنديل في شمال العراق المركز الرئيسي ومقر القيادة لحزب العمال الكردستاني المعارض.
خطأ فادح
وأضاف المصدر أن الخطأ الجسيم الذي وقع به المنفذون هو عدم اهتمامهم بتغطية وجوههم والظهور أمام الكاميرات بصورة طبيعية أدت إلى اعتقالهم بسرعة بعد مراجعة كاميرات المراقبة الخاصة بالمطعم.
وأكدت معلومات تم تداولها في وسائل إعلام كردية أن مظلوم داغ هو شقيق نائبة عن الحزب الشعوب الديمقراطية في البرلمان التركي، مشيرا إلى أن قوات الأمن عازمة على اعتقال جميع المتورطين في الحادث.
وينحدر "داغ" من مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية في تركيا ويبلغ مظلوم داغ من العمر 27 عاماً وكان يعمل في مطاعم ومقاه وسط مدينة أربيل منذ نحو ستة أعوام.
وتم الإمساك بالقاتل من قبل قوات مكافحة الإرهاب التي أعلنت لاحقاً اعتقال المتهم الثاني بالحادث والمساعد لمظلوم داغ.
اسم واحد وثلاثة ألقاب
وقالت وحدة مكافحة الإرهاب في بيان لها إن المتهم الثاني محمد بيسكسز ويكنى "دجوار" و"مامند" و"يوسف" وهو متهم أيضا باغتيال الدبلوماسي التركي
وتم اعتقال بيسكسز من قبل قوات مكافحة الإرهاب وقوات الأمن (الآسايش) وهي ذات الأجهزة التي ألقت القبض على مظلوم داغ.
وبيسكسز هو كردي تركي الجنسية من منطقة ديار بكر أيضا.
ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن حادث الاغتيال، إلا أن مراقبين وجهوا أصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني الذي يخوض صراعاً دموياً مع تركيا منذ عدة سنين.