فشل فيسبوك في إغلاق صفحات الهجرة غير الشرعية، رغم تشديده قواعد السلامة والأمن في الفترة الأخيرة، وأصبح "بابا رئيسيا" لرحلات تهريب البشر في ليبيا، حيث اختار المهربون هذا الموقع، كوسيلة للإعلان عن عروضهم الخاصة بالمهاجرين اليائسين للمرور عبر البحر المتوسط إلى أوروبا.
ورصدت العربية.نت عشرات الصفحات والمجموعات الخاصة بالهجرة من ليبيا إلى أوروبا، يقدّر عدد متابعوها بالآلاف، تضمّنت منشورات تحثّ الشباب على الهجرة وتعرض برامج الرحلات وأسعارها، كما تستقبل تساؤلات واستفسارات المهتميّن بالسفر بطرق غير شرعية، وترّد عليها مع وعود بأنّ رحلاتهم ستكون "مضمونة الوصول"، كما تنشر صورا لمهاجرين وصلوا إلى أوروبا، من أجل إغراء الشباب ودفعهم إلى الإسراع بحجز أماكنهم في أحد القوارب.
تواصل مع المهربين عبر فيسبوك
ويروي شاب مصري يدعى ناصر، أحد المهتميّن بالهجرة عبر هذه الطريقة في حديث مع العربية.نت، أنّه وجد في موقع فيسبوك، طريقة للتواصل مع المهربيّن وكذلك مع المهاجرين بسهولة، مضيفاً أنه أصبح عضوا في أكثر من مجموعة وتواصل مع عدد من المهربيّن، لكنهم كانوا في كلّ مرة يطلبون مبلغا كبيرا، لم يقدر على تأمينه في حدود 9 آلاف دولار، لافتا إلى أن أغلبهم من مدينة الزاوية الليبية.
في المقابل كانت لجمال وهو شاب ليبي، تجربة سيئة مع هذه الطريقة، حيث تعرّف على أحد المهربيّن عبر إحدى مجموعات موقع فيسبوك، ودفع له مبلغ 2000 دولار مقابل تسفيره إلى إيطاليا، إلا أنه اختفى، مشيرا إلى أنع لم يعد يثق في هذه الصفحات الخاصة بالهجرة، لأنّ بعضها تديرها عصابات إجرامية بغرض جمع الأموال.
وفي وقت سابق، قالت شبكة فيسبوك إن "أي إعلانات أو مشاركات أو صفحات أو مجموعات تنّسق تهريب الأشخاص غير مسموح بها على موقعها"، مؤكدّة أنّها تعمل "مع وكالات إنفاذ القانون فى جميع أنحاء العالم بما فى ذلك مكتب الشرطة الأوروبى (يوروبول) لتحديد هذا النشاط غير القانوني وإزالته والإبلاغ عنه"، ومع ذلك لا يزال هذا المشكل قائما في ليبيا، البلد الذي تبتلع سواحله سنويا آلاف المهاجرين المغرّر بهم.