نبض لبنان

مصير مجهول لـ"جزّار بانياس" ومطربه الخاص يغنّي له

لا يزال مصير معراج أورال، أو علي كيالي، مجهولاً، بعد تعرضه لإصابات بالغة في محاولة لاغتياله، بتفجير عبوة ناسفة قرب سيارته، بتاريخ السادس من الشهر الجاري، وهو في طريق عودته من منطقة جبل التركمان، في ريف اللاذقية الشمالي، والذي تسيطر فصائل من المعارضة السورية، على أجزاء واسعة منه.

وأقرّ الفصيل المسلّح الذي يتزعمه كيالي، بمحاولة الاغتيال، كاشفا تعرّضه لإصابات بالغة، لم يحدد طبيعتها، ثم عاود بعد أيام من محاولة الاغتيال، ونشر صورة لكيالي مصاباً بمنطقة البطن والذراع والرقبة وأجزاء متفرقة من جسمه، ثم حذف الصورة بعد ساعات من نشرها على حسابه الفيسبوكي.

ويتزعم كيالي فصيلا مسلحاً هو بمثابة قوات رديفة لجيش النظام السوري يدعى "المقاومة السورية" واشترك في أغلب حروب النظام على مختلف الأراضي السورية، وتورّط معه بسفك دماء السوريين، أيضا، منذ اندلاع الثورة على الأسد، عام 2011، وكانت مجزرة (بانياس) التابعة لمحافظة طرطوس الساحلية، واحدة من أشهر المجازر التي ساهم تنظيم كيالي المسلح بارتكابها، فاكتسب اسم "جزار بانياس" كما تسميه المعارضة السورية، بعد تورطه بسفك دماء عشرات الضحايا المعارضين لنظام الأسد، عبر قتلهم بدم بارد ومن مسافات قريبة بمختلف أنواع الأسلحة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يتهم كيالي، بالتحريض على تلك المجزرة التي وقعت في بانياس عام 2013.

وأطلق أنصار كيالي الذي هو في الأصل مواطن تركي يحمل اسم معراج أورال، فرّ إلى سوريا عام 1980، بعد هربه من سجنه التركي، ومنذ ذلك الوقت منحه حافظ الأسد الجنسية السورية وسافر بجواز سفرها إلى عدة بلدان أوروبية التي اتهم في بعضها بارتكاب أعمال إرهابية، أغنية له إثر تعرضه لإصابات بالغة، قام بأدائها المطرب الخاص بمنظمة كيالي، ويدعى تمام الخطيب، الذي ظهر على آلة العود، عازفاً متمنيا الشفاء لزعيم منظمته التي تتهمها تركيا بالإرهاب، وتحمّل علي كيالي مسؤولية التفجير الذي وقع في منطقة الريحانية على الحدود السورية التركية، عام 2013، وراح ضحيته عشرات الأبرياء.

ونشرت منظمة كيالي، الأحد، فيديو أغنية المطرب الذي أطلقت عليه وصف "فنان المقاومة" التابعة للنظام السوري، وهو يعمل عند كيالي بصفته عنصراً من عناصره ويحمل السلاح. وبدا الرجل حزيناً متألماً على رئيسه المباشر. وكانت كلمات الأغنية التي تخللها أكثر من موّال، تتحدث عن "فُراق" كيالي واختفائه وغيابه، الأمر الذي يعزّز الأنباء التي تحدثت عن إصاباته البالغة.

يشار إلى أن منظمة كيالي المسلحة، اعترفت عبر بياناتها الرسمية، بقتالها إلى جانب جيش النظام السوري، منذ ثمانينات القرن الماضي، وقالت إنها قاتلت في النبطية في جنوب لبنان، وفي العاصمة بيروت ومنطقة طرابلس، إلى جانب جيش النظام في ذلك الوقت. وقالت المنظمة إنها قاتلت تنظيمات وصفتها بالإسلامية، ثمانينيات القرن الماضي في سوريا، ما يعدّ أول كشف عن استخدام حافظ الأسد لميليشيات لقتال معارضيه على الأرض السورية، وهو ما استنسخه ابنه بشار، بعد عام 2011، وأيضا لقتال معارضيه، لكن بعشرات الميليشيات الإيرانية التي تورطت مع جيش النظام، بسفك دماء عشرات الآلاف من المدنيين السوريين.

يذكر أن منظمة معراج أورال، سبق ونشرت بيانات "تضامنية" تستنكر محاولة اغتياله التي تعرض لها، ولفت فيها، إطلاق رتبة (اللواء) العسكرية عليه.