مع إعلان الممول الأميركي والملياردير توم ستاير، أنه سينضم إلى السباق الرئاسي لعام 2020، فقد جاءت ردة الفعل من جانب الديمقراطيين، محملة بالانزعاج والكدر من هذه الخطوة.
عُرف ستاير من ولاية كاليفورنيا، كناشط ليبرالي وممول لأنشطة الحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة، وعرف بدعم المؤسسات الليبرالية.
مشروع كبرياء
أعلن يوم الثلاثاء عن مسعاه للترشح للرئاسة، وهو ما وصفه الناقدون من اليسار، بأنه مشروع "كبرياء"، وأن الرجل ليس لديه فرصة حقيقية للنجاح.
يرى نقاده أن ترشحه سوف يخصم من فرص المرشحين الأكثر بروزاً الذين تتوافق آراؤهم مع وجهات نظره، لاسيما بيرني ساندرز، وإليزابيث وارين.
ويضيف نقاده حسب موقع صحيفة "ذا هيل" الإخباري، بأن ثروته تعني قدرته على إدارة حملته لأطول مدى زمني ممكن وكما يحلو له.
فيما قال متحدث باسم ستاير لصحيفة نيويورك تايمز إنه مستعد لإنفاق "100 مليون دولار على الأقل" على عرضه الرئاسي.
الأنا المسعورة
قال جوناثان تاسيني، الكاتب التقدمي المعروف والناشط في نيويورك: "أي شخص لديه 100 مليون دولار سينفقها، سيكون له تأثير كبير".
وأضاف: "أعتقد أنها حالة من تضخم الأنا المسعورة، فليس لدى ستاير ما سيضيفه على ما عند المرشحين الآخرين، خاصة ساندرز ووارين".
ورفض خبير استراتيجي للحزب محايد ولا يقف مع أي من المرشحين الحاليين، طلب عدم الكشف عن هويته، ستاير معبراً عن انتقاده للديمقراطي "العملاق".
وقال: "إنه يُصوّر نوع المرشح الذي يكره الديمقراطيون أكثر من غيره، وهو شخص يعتقد أنه بإمكانه شراء دعم المؤيدين والمانحين".
غير أنه في الأمر الواقع، فإن انتقادات ستاير العنيفة، تصطدم بحقيقة أنه قد تبنى القضايا التي تحظى برواج بين القواعد الشعبية الليبرالية.
قضايا تغير المناخ
كان ستاير وبعد أن كسب ثروته، قد ظهر لأول مرة في الصدارة السياسية كمدافع قوي للعمل على قضايا تغير المناخ.
وفي الآونة الأخيرة، اشتهر بقيادة مجموعة تنادي بإقالة الرئيس ترمب، وهو الجهد الذي جمع من خلاله، أكثر من 8 ملايين من المؤيدين، وشمل حملة إعلانية تلفزيونية كبيرة ظهر فيها بنفسه.
ويعترف بعض التقدميين بالتزام ستاير بقضاياهم الأساسية، حتى وإن كانوا متشككين في فرصه في عام 2020.
وأكد تشارلز تشامبرلين، رئيس المجموعة الديمقراطية التقدمية لأميركا، على سجل ستاير بشأن قضايا المناخ باعتباره أحد الجوانب المحتملة لترشيحه.
وأضاف موضحاً: "الأمر المثير في انضمام توم إلى السباق هو، أنه مع عنصر المال الذي لديه، فقد يكون قادراً على دفع حلول للأمام بطريقة قد تكون إيجابية بالنسبة لأميركا".