نبض لبنان

تزامناً مع المفاوضات.. مسلحون أكراد يغتالون 3 من الحرس الثوري

تزامناً مع الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات جارية بين أحزاب كردية معارضة للنظام الايراني مع ممثلين عن الحكومة في النرويج، اغتالت مجموعة كردية مسلحة ضابطا رفيعا واثنين من عناصر الحرس الثوري، مساء الثلاثاء.

ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، فقد هاجمت مجموعة مسلحة في مدينة بيرانشهر، غرب إيران وأطلقت الرصاص على كل من العقيد حاصل أحمدي والعنصرين ستار بيروتي وأميد ملازادة، وقتلتهم على الفور، فيما جرح شورش قادري، الذي يرقد في المستشفى لتلقي العلاج.

من جهته، أوضح حبيب شهسواري، أحد قادة الحرس في محافظة أذربيجان الغربية لوكالة "تسنيم" أن الهجوم وقع في مدخل مدينة بيرانشهر حيث تم إطلاق النار على سيارة تابعة للحرس الثوري.

ولم تتبن أي من الأحزاب الكردية التي لديها أجنحة مسلحة وتتخذ من إقليم كردستان العراق مقرا لها مسؤولية العملية، لكن ناشطين آخرين كتبوا عبر مواقع التواصل أن هناك ثلاثة مجموعات مختلفة تبنت بشكل غير رسمي هذا الهجوم.

كما ذكر هؤلاء الناشطون أن العقيد حاصل أحمدي، كان قائد العمليات لملاحقة عناصر الأحزاب الكردية المعارضة عبر الجبال الوعرة بين إيران والعراق وقد تعرض لعدة محاولات في السابق.

العميد حاصل أحمدي الذي اغتاله مسلحون أكراد في بيرانشهر غرب ايران

يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة مواجهات بين الأحزاب الكردية والحرس الثوري الذي يقوم بقصف مقرات هذه الأحزاب بين الفينة والأخرى.

هذا بينما أكدت مصادر لـ " العربية.نت"، ذكر معارضون من أكراد إيران أن مندوبين عن النظام الإيراني عقدوا اجتماعات في العاصمة النرويجية، أوسلو، تمهيداً لمفاوضات مع 4 أحزاب كردية معارضة هي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب "كومله" كردستان إيران والحزبين الآخرين المنشقين عنهما تحت اسمين متشابهين هما: الحزب الديمقراطي الكردستاني و حزب "كومله" الكردستاني للكادحين.

وعلمت "العربية.نت" من مصادر كردية أن المحادثات بين تلك الأحزاب والمسؤولين الإيرانيين، الذين كان من بينهم ضباط مخابرات، تمت على ثلاث مراحل في ألمانيا والنرويج.

وقالت المصادر التي لم ترد الكشف عن هويتها، إن إيران هددت بمهاجمة قواعد تلك الأحزاب التي تتخذ من كردستان العراق مقرا لها وتدميرها بالكامل في حال تعرضت طهران لضربة أميركية واصطفت تلك الأحزاب إلى جانب أميركا وحلفائها.

وذكرت المصادر الكردية أن إيران اشترطت على تلك الأحزاب ذات التوجهات اليسارية، إلقاء السلاح وتوقيع معاهدات بعدم الوقوف إلى جانب أي قوة معادية للنظام الإيراني، مقابل السماح لهم بالعودة إلى الداخل والنشاط كتنظيمات سياسية سلمية.

كما ضغطت طهران على حكومة إقليم كردستان العراق باتجاه حظر نشاط وتواجد تلك الأحزاب وتجريدها من السلاح أو يتم التعامل معها كقوة معادية، ما دفع بحكومة الإقليم أن تضغط على قادة أكراد إيران للدخول في المحادثات، بحسب المصادر.

ويبدو أن الأحزاب الكردية الإيرانية أصبحت بين مطرقة النظام الإيراني الذي يقصف مقراتها بين الفينة والأخرى وبين ضغط حكومة كردستان العراق الذي لا يريد توترا مع طهران، بحسب ما ذكر ناشط كردي لـ "العربية.نت".

كما أكد بعض القياديين في تلك الأحزاب في مقالات منفصلة مع وسائل إعلام أوروبية وجود المحادثات التي قالوا إنها لم ترتقِ بعد إلى مستوى المفاوضات المباشرة مع النظام الإيراني.