نبض لبنان

بالفيديو.. مسؤولة مصرية تتخفى وسط الركاب لهذا السبب!

لم تكن المهندسة منال السعيد رئيس مركز ومدينة ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية شمال مصر، تعلم أن الفيديو الذي تم تصويره لها أثناء تأديتها لعملها في مراقبة حركة نقل الركاب عقب إقرار التعريفة الجديدة للركوب، تماشيا مع رفع أسعار الوقود سيثير كل هذا التفاعل والتعاطف والإعجاب في مصر.

القصة بدأت عقب رفع الحكومة المصرية لأسعار الوقود الجمعة الماضية وما تلاها من إقرار تعريفة جديدة لركوب وسائل النقل العام، والخاص، حيث قررت المهندسة منال أن تتفقد بنفسها حركة النقل وتشاهد مدى التزام السائقين بالتعريفة الجديدة، دون مضايقات للمواطنين، وتواجه أي مخالفات منهم فورا.

استقلت المهندسة منال، كما تروي القصة لـ"العربية.نت"، حافلة ركاب خاصة من موقف سيارات ميت غمر في الدقهلية كمواطنة، وسددت التعريفة المقررة، ومنحت السائق 10 جنيهات لتشاهد التزامه بالتعريفة الجديدة أم لا، ونظرا لأنه لا يعرفها احتسب التعريفة لها ولجميع الركاب بأكثر من جنيه وربع عن قيمتها المقررة، وعلى الفور كشفت عن هويتها وأوقفته، وقامت بسحب رخصة القيادة الخاصة به.

وكررت المهندسة منال كما تقول جولتها في عدة مناطق أخرى، ولاحظت أن الغالبية من السائقين لا يلتزمون، وسلبية المواطنين الذين يعرفون التعريفة المقررة ويخضعون في المقابل لابتزاز السائقين منتشرة، مما يؤدي لفرض أمر واقع، وإقرار تعريفة خاصة بعيدا عن التعريفة التي قررتها الحكومة.

وتضيف أنها خلال الجولة اكتشفت عددا كبيرا من المخالفين، كما اكتشفت سيارة مسروقة بدون أوراق ثبوتية، وينقل السائق الركاب فيها، مشيرة إلى أنها قامت بالتحفظ على جميع السيارات المخالفة، وتسليمها لوحدة مرور ميت غمر التي بدورها قامت بسحب رخص القيادة من السائقين وإحالتهم للنيابة.

وكشفت المسؤولة المصرية أنها لم تخش مواجهة السائقين المخالفين لكونها سيدة، بل واجهتهم بقوة وطالبت المواطنين بمواجهتهم أيضا، والإبلاغ عن أي سائق مخالف، قائلة إنها طلبت من جميع الركاب الالتزام بسداد التعريفة التي أقرتها الحكومة، وعدم الخضوع لأي ابتزاز، وإبلاغ إدارة المرور ومجلس المدينة، من خلال أرقام تم تخصيصها لهذا الغرض بكل سائق مخالف.

وتقول إنها تتعرض لمضايقات وتهديدات من البلطجية والسائقين ومخالفي البناء والمتعدين على أراضي الدولة، لكنها لا تخشي ذلك، وستواصل مواجهتهم بكل قوة وحسم، حتى يشعر المواطن أن الدولة تدعمه في مواجهة كل من يريدون التعدي على حقوقه.

وأضافت أنها ليست من أبناء مدينة ميت غمر، بل من محافظة الشرقية، وتقيم بمفردها بالمدينة بعيدا عن أولادها، ولا تصطحبهم للإقامة معها في أي مدينة تعمل بها، حتى لا تعرضهم لأي تهديدات أو مضايقات بسبب عملها الذي يجعلها دائما في مواجهة شرسة مع مافيا من الفاسدين لا يتورعون عن إيذاء كل من يحاول وقف فسادهم.