نبض لبنان

حوار روسي حول الاتفاق بين موسكو والرياض بشأن تمديد اتفاقية أوبك+

استنتج الكاتب فيتالي بيتليفوي في صحيفة فيدوموستي الروسية أنه من حديث بوتين حول تمديد اتفاقية أوبك+ أن شروط الاتفاقية لن تتغير عند تمديدها. وقال الكاتب الروسي إن الرئيس فلاديمير بوتين، بعد لقائه في يوم 29 يونيو مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان آل سعود، اتفقا على تمديد ما تسمى باتفاقية أوبك+.

واتفقت روسيا ومنظمة أوبك والعديد من الدول الغير أعضاء في أوبك على تقييد إنتاج النفط في نهاية عام 2016. وفي العام الماضي، هم زادوا الإنتاج قليلاً، في حين أن التمديد القادم لاتفاقية أوبك+ يعني الحفاظ على الإنتاج عند المستوى الحالي. وقال بوتين "سنعمل على تمديد اتفاقياتنا، على أي حال سوف ندعم تمديد الاتفاقيات -كل من روسيا والسعودية".

الشروط لن تتغير

ويستنتج من كلام بوتين أن الشروط لن تتغير عند تمديد الاتفاقية. ووفقاً لهذه الشروط، يتعيًن على دول أوبك خفض الإنتاج بمقدار 800،000 برميل يومياً مقارنة مع شهر أكتوبر من عام 2018. في حين يتعيًن على الدول الأخرى خفض الإنتاج بمقدار 400،000 برميل يومياً. وأن حصة روسيا في إجمالي الانخفاض تشكل 230،000 برميل. وأن المؤامرة الوحيدة تكمن في الفترة التي تكون فيها الاتفاقيات الممتدة سارية المفعول.

في الوقت ذاته، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والوزير السعودي خالد الفالح إنه ينبغي تمديد الاتفاقية حتى شهر أبريل من العام المقبل.

كما ذكر للصحفيين رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديميترييف للصحفيين، بأن تمديد الاتفاقية بعد شهر يونيو سيدعم سوق النفط، حيث أنه أدى إلى زيادة عائدات الميزانية الروسية بمقدار 7 تريليونات روبل. وقال: "لقد أدت الشراكة الاستراتيجية داخل منظمة أوبك + إلى استقرار أسواق النفط، حيث أنها تسمح بتخفيض وزيادة الإنتاج اعتمادًا على أحوال السوق، وهو الأمر الذي يساهم في إمكانية التنبؤ.

ويقول كبير المديرين لدى "فيتش" ديمتري مارينشنكو: "إن عدم تمديد الاتفاقية في ظل الأوضاع الحالية يكون مرتبطاً بانتقال السوق إلى حالة من الفائض القوي، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال الخبير "توقعاتنا لهذا العام – التي تكمن في وصول سعر برميل نفط برنت إلى 65 دولارا -تشمل شرطاً أولياً، وهو أن منظمة أوبك + ستواصل تنظيم العرض". واعتبر مارينشكو الستة أو التسعة أشهر فترة معقولة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوضع سوف يتغير بسرعة كبيرة.

ارتفاع الطلب على النفط

وتتوقع منظمة أوبك ارتفاع الطلب على النفط في عام 2019 إلى 99.86 مليون برميل. في حين كان من المتوقع سابقاً أن يتجاوز الطلب للعام الحالي المؤشر المهم البالغ 100 مليون برميل يومياً. كما تتوقع منظمة أوبك، بأن المصادر الرئيسية لنمو الطلب هي الهند والصين، وكذلك البلدان الأمريكية.

وأشار إيغور سيتشين-الرئيس التنفيذي لشركة "روس نفط"-إلى أنه في حال تم تمديد اتفاقية أوبك حتى نهاية عام 2019، فإن الولايات المتحدة قد تأخذ حصة روسيا في سوق النفط. وقال: "الأمريكيون سوف يزيدون من الإنتاج. وإذا قام الأمريكيون على الفور بملء حصتنا في السوق، فهل من المنطقي بالنسبة لنا أن نقلص الإنتاج؟". وفي الوقت ذاته، هو يعتبر الخبير النفطي الروسي الوحيد الذي عارض تمديد الاتفاقية. وقال منسوب شركة روس نفط في يوم الأحد 30 يونيو: "نحن لا نعلق على القرارات الحكومية، بل ننفذها".

يشير المحلل في وكالة التصنيف الائتماني للتحليل، فاسيلي تانوركوف، إلى أن "نمو الإنتاج في الولايات المتحدة سيكون مستمراً، حيث أنه في نهاية هذا العام، ستطلق الولايات المتحدة عدة خطوط أنابيب، مما ستزيد من القدرات التصديرية للبلاد، التي تنتج 12 مليون برميل من النفط يومياً".

ذكر الخبير: "إن الحفاظ على الاتفاقية مربح وضروري بالنسبة لروسيا. وعلى الأرجح، أن في السنوات المقبلة، سوف يتم الحفاظ على الاتفاقيات المتعلقة بالأعمال المشتركة في سوق النفط. وفي الوقت ذاته، عندما ترتفع أسعار النفط، فسوف تزداد الحصص، وعندما تنخفض، فسوف تنخفض الحصص مرة أخرى ".

ويعتقد المحلل في شركة بي كي سي الروسية، كيريل تاشينيكوف، بأن لو كانت الاتفاقية مستمرة إلى ما بعد شهر مارس 2020، فإنها ستعتمد كليا على مقدار ما سوف تنتجه الولايات المتحدة ومقدار زيادتها للإنتاج، فضلا عن مقدار أسعار النفط في شهر مارس من السنة القادمة.

وقال مارينشنكو: "يجب على بلدان أوبك + أن تعي بأن سيكون لديهم على المدى الطويل فرصة لزيادة الإنتاج وعدم فقدان حصتهم في السوق. وإن الاتفاقية الحالية الدائمة بشأن تقييد الإنتاج من شأنها أن تقلل الاستثمار في هذا القطاع".

أوبك: الدول المؤثرة على أسعار النفط

السعودية هي أكبر عضو في منظمة أوبك من حيث إنتاج النفط. ووفقًا لإحصائيات منظمة أوبك لعام 2017، فإن المملكة العربية السعودية تنتج 9.96 مليون برميل يوميًا وتُصًدر 6.97 مليون برميل يومياً. وأدرجت في التقرير السنوي لشركة بريتيش بتروليوم-والذي يعتبر أحد أكثر المصادر الموثوقة لإحصائيات النفط-أرقام أخرى تكمن في أن انتاج المملكة العربية السعودية للنفط في عام 2017 بلغ 11.95 مليون برميل يوميًا.