فشل محمود علوي، وزير الاستخبارات الإيراني في حكومة حسن روحاني، في رمي كرة التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية في ملعب المرشد الإيراني علي خامنئي.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) نقلت اليوم، كلمة لعلوي ألقاها في مدينة قائم شهر مساء الأربعاء. وفي هذه الكلمة، أشار علوي إلى العقوبات التي تفرضها أميركا على إيران، قائلاً: "إذا أراد الرئيس الأميركي أن يلغي العقوبات على إيران سنقوم بدراسة الأمر"، مضيفاً: "لو أجاز لنا القائد المعظم (المرشد الأعلى)، سوف تبدأ المفاوضات بين إيران وأميركا".
في الوقت نفسه، حاول علوي كسب ود المرشد، قائلاً: "لو تعرضت إيران لأبسط اعتداء سيدافع الشعب بقيادة المرشد عن البلاد".
ولتبرير إمكانية التفاوض مع أميركا، أشار علوي إلى التفاوض الذي حصل بين بعض المسؤولين الاستخباراتيين الغربيين ونظرائهم الإيرانيين.
ورغم أن وزير الاستخبارات أغدق المرشد الأعلى بالمديح والثناء، لكنه لم يستطع تمرير كرة التفاوض إلى ملعب علي خامنئي، حيث فشل في وضع الأخير أمام مسؤولية عدم التفاوض مع أميركا، حيث سرعان ما أصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية اليوم بيانا نفت أن يكون محمود علوي قد أدلى بهذه التصريحات.
يذكر أن المصدر الذي نشر تصريحات علوي التي أكد فيها بشكل غير مباشر أن المرشد الأعلى هو المسؤول الإيراني الوحيد الذي يمكنه اتخاذ قرار التفاوض مع أميركا، هي وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) التي تخضع إدارتها لحكومة حسن روحاني، وليست وكالة غير رسمية أو شبه رسمية.
وعلى الرغم من العقوبات المشددة التي تفرضها واشنطن على طهران وإرسال قاذفات استراتيجية وناقلة طائرات وقطع بحرية حربية أميركية إلى المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وغيره من المسؤولين الأميركيين، ومن بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، أكدوا مرارا استعداد واشنطن للتفاوض مع إيران دون شروط مسبقة.
وقد حاولت الولايات المتحدة فتح باب التفاوض مع إيران، وقدمت اقتراحاً بهذا الخصوص بواسطة رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي خلال زيارة الأخير إلى طهران، إلا أن المرشد الأعلى رفض التفاوض مع واشنطن، واصفاً المقترح الأميركي بهذا الخصوص بـ"المخادعة".
وفي شهر رمضان الماضي، حمّل الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال كلمة ألقاها على مائدة إفطار بحضور بعض الشخصيات السياسية الإيرانية، المرشد الأعلى مسؤولية عدم استغلال فرصة توقيع الاتفاق النووي للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية. وقال روحاني إنه خلال الزيارة التي قام بها إلى نيويورك بعد توقيع الاتفاق النووي، اتصل به الرئيس الأميركي الأسبق "19 مرة طالباً إجراء تفاوض". وأوضح أنه لم يستطع "تلبية طلب (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما" لأنه لا يمتلك "الصلاحية" اللازمة بهذا الخصوص.
يذكر أنه بصفته "الولي الفقيه"، يمنح الدستور الإيراني المرشد الأعلى صلاحيات لا يتمتع بها أي مسؤول آخر في إيران، حتى لو صعد إلى السلطة من خلال الانتخابات.
والولي الفقيه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة. وهو يُعين رئيس السلطة القضائية. ويُفوض المرشد السلطة التنفيذية لرئيس الجمهورية بعد فوزه في الانتخابات. كما يعين المرشد رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس صيانة الدستور ونصف أعضائه من الفقهاء.