نبض لبنان

"تحالف فيينا".. من صنع السعودية وروسيا

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الاتفاق الذي وقعته منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا إلى جانب منتجين آخرين، أمس الثلاثاء، وهو ما وصفوه بـ"ميثاق تعاون" مفتوح لإدارة سوق النفط العالمي، نتاج جهود قادتها السعودية وروسيا، لإضفاء طابع رسمي على عامين ونصف العام من عمليات تنسيق إنتاج النفط لدعم الأسعار، وسط طفرة في الإنتاج، لا سيما في ظل ازدهار التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة.

ولقد جمع الاتفاق، المعروف باسم "تحالف فيينا" لدى محللي قطاع النفط، 24 دولة تنتج مجتمعة ما يصل إلى حوالي 47 مليون برميل نفط يوميًا، أو ما يقرب من نصف إنتاج العالم.

وتعد روسيا، التي بلغ متوسط إنتاجها 11.5 مليون برميل يوميًا في عام 2018، واحدة من أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم. وهو ما يجعلها شريكًا طبيعيًا لـ"أوبك" في بعض النواحي. لكن روسيا كانت مترددة في العمل مع العمالقة الآخرين في مجال النفط، حتى وقع انهيار أسعار النفط في عام 2014، ما دفع الرئيس بوتين في نهاية المطاف إلى مسايرة الراغبين (السعودية) في "أوبك" بتخفيض الإنتاج عام 2016.

ونسبت الصحيفة لجيسون بوردوف، المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا، إن الترتيبات التي تم الإعلان عنها يوم الثلاثاء تمنح موسكو "مسرحًا آخر للتأثير الجيوسياسي والتعبير عن إرادتها، وهو مسرح مهم للولايات المتحدة بشكل خاص".

وقال إن تحالف روسيا الوثيق بشكل متزايد مع "أوبك"، ومع السعودية على وجه التحديد، يمكن أن يغير الديناميكيات الجيوسياسية في أسواق النفط.

وقال السيد بوردوف، الذي شغل منصب مستشار الطاقة في إدارة أوباما: "لقد كانت الولايات المتحدة تستمتع بإمكانية إجراء الحوارات مع معظم دول منظمة أوبك الرئيسية". قبل أن يضيف: "لكن الآن دخل، وفي دور قيادي في الاتفاق، بلد يُعد من خصوم أميركا".

وقال محللون إن مشاركة روسيا في الحلف قد تكون محدودة، بسبب هيكلة صناعة النفط في البلاد. فشركات النفط الروسية لا سيما روزنفت (Rosneft) التي تعد أكبر منتج روسي للنفط، هي شركات متداولة وتخشى من أن تُخبر بضرورة خفض الإنتاج.

ويقول المحللون إن تعاون بوتين مع السعوديين، يأتي على أمل منع الرياض من تكرار ما حدث في 2014، عندما توقفت ببساطة عن محاولة إدارة الأسواق، مما أدى إلى انهيار الأسعار وانخفاض الإيرادات انخفاضًا حادًا بالنسبة لروسيا وغيرها من منتجي النفط.

ويبدو أن بوتين قد اكتسب ثقة كبيرة لدى كبير صُنّاع السياسة في السعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، حيث قال وزير النفط السعودي خالد الفالح للصحافيين يوم الاثنين، إن الزعماء السعوديين والروس قد التقوا في أوساكا جزئياً لمناقشة زيادة التعاون في المجال النفطي.