لليوم الثالث على التوالي، تواصل اللجنة العسكرية المشكلة من قبل خمسة مسؤولين عسكريين من طرفي الصراع في ليبيا، اليوم الأربعاء، محادثاتها المباشرة بمقر الأمم المتحدة بمدينة جينيف السويسرية، التي يراهن عليها المجتمع المحلي والدولي على نجاحها لتحقيق مرحلة جديدة من التوافق، تقود إلى تسوية شاملة لإنهاء الصراع والتفكّك داخل البلاد.
وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن المباحثات بين الوفدين تدور وسط أجواء إيجابية وأن هناك محاولات جديّة من الطرفين للتوصل إلى حل يضمن الخروج من الأزمة الحالية، مشيرا إلى أنه من المبكر الحديث عن الوصول إلى توافق نهائي وشامل لأن هذا الأمر يحتاج إلى وقت، لافتا إلى أنه لا يمكن الحديث الآن عن وقف إطلاق نار دائم إلا بعد تنفيذ ترتيبات أخرى تسبقه، من بينها إخلاء البلاد من المرتزقة وحل المليشيات.
3 مسارات
ويشكل المسار الأمني أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي، والتي انبثقت عن مؤتمر برلين 2020 حول ليبيا وتبناها مجلس الأمن عبر قراره 2510 (2020).
واعتبر المحجوب في تصريح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، أن هذه المسارات مكملة لبعض، مشيرا إلى أن التوافق حول المسار الأمني والعسكري هو الأهم في هذه العملية، لأنه سيفتح الباب لاستقرار ليبيا ويؤمن الخروج من هذه المرحلة وبالتالي التقدم نحو المسارات الأخرى.
إخراج المرتزقة
وبدأت المحادثات العسكرية المباشرة بين طرفي الصراع في ليبيا، يوم الاثنين، وتبحث تثبيت وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووضع خطة مشتركة لتفكيك المجموعات المسلحة في مختلف أنحاء البلاد والتفاهم حول منطقتي سرت والجفرة وإبقائها منطقة منزوعة السلاح ومساحة آمنة، إضافة إلى الملف الأكبر الذي لم يتم حلحلته في الاجتماعات السابقة، ويتعلق بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية الموجودة في ليبيا، وهو أحد أبرز شروط الجيش قبل الوصول إلى توافق أمني شامل.