ما زالت قضية الناشط سجاد العراقي حديث الساعة في محافظة ذي قار جنوب العراق، بعد مرور نحو شهر على اختطافه. ومضت أيام ولم يكشف بعد مصير سجاد، الشاب العشريني خريج كلية التاريخ، منذ اختطافه في 19 سبتمبر الماضي.
واحتجاجاً على استمرار اختطاف سجاد وعدم تحرك إدارة المحافظة والأجهزة الأمنية لإطلاق سراحه، أغلق مواطنون في ذي قار الأحد مبنى المحافظة.
كما وضعوا لافتة على المبنى كتب عليها: "مغلق بأمر الشعب إلى حين إطلاق سراح المختطف سجاد العراقي من أيدي الخاطفين".
يشار إلى أن قيادة شرطة ذي قار كانت أكدت في 20 سبتمبر الماضي أنها تضيق الخناق على خاطفي سجاد بالقرب من منطقة "آل ازيرج" والتي تبعد 15 كلم عن مركز مدينة الناصرية، فيما أفادت بأن الطابع العشائري للمنطقة هو ما أخر عملهم. إلا أنه لم يتم الكشف عن أي تطورات جديدة فيما بعد.
مسلحون مجهولون
يذكر أن سجاد العراقي كان خطف في 19 سبتمبر الماضي وأصيب زميله باسم فليح بعد تعرضهما لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين نوع فلاونزة عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة الناصرية، وفق ما أفاد مصدر أمني في حينه. وقال المصدر آنذاك إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الناشطين كانا يستقلان سيارة صالون وتعرضا لإطلاق نار، فتوقفا، حينها أقدم المسلحون على خطف سجاد، وترك فليح مصاباً، لينقل لاحقاً إلى المستشفى لتلقي العلاج.
إلى ذلك تعد ذي قار من أبرز المحافظات التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ عام، وشهدت ساحة الحبوبي، سقوط مئات القتلى والجرحى بالرصاص والقنابل الدخانية خلال الفترة الماضية. كما لا تزال المحافظة تحت وطأة عمليات الاغتيال والخطف التي تطال الناشطين في صفوف التظاهرات، وآخرهم سجاد العراقي.
الكاظمي يتابع
وفي 29 سبتمبر الماضي، أكد رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، أن قضية اختطاف سجاد العراقي لا تتعلق به وحده، وإنما بحياة وكرامة كافة المواطنين.
واستقبل الكاظمي في مكتبه والدة وشقيق الناشط المختطف، معرباً عن تعاطفه الكبير مع العائلة، مشدداً على أن قضية اختطاف سجاد تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامه، وهو يتابعها شخصياً، وقد وجه القوات الأمنية بتوسيع نطاق البحث في عموم المنطقة وخارجها، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لحين العثور على مكانه، وإلقاء القبض على الجهة المختطفة وإنزال أشد العقوبات بحق عناصرها، مبيناً أن الأمر لا يتعلق بسجاد وحده، وإنما بحياة وكرامة المواطنين كافة.