نبض لبنان

السراج والإخوان.. لي ذراع وصراع في طرابلس حول التعيينات

تجمّع عناصر من قوات ما يعرف بـ"بركان الغضب" التابعة لقوات حكومة الوفاق ولكن الموالية لتنظيم الإخوان، الأحد، أمام مقر المجلس الرئاسي بالعاصمة طرابلس، للاحتجاج على قرارات فايز السراج الأخيرة والتعبير عن رفضهم للتعيينات التي قام بها في هرم الأجهزة الأمنية الرسمية والمؤسسة الليبية للإعلام.

أتى ذلك، استجابة لدعوة وجهتها قيادات محسوبة على الجماعة إلى أنصارها للخروج في مظاهرة حاشدة، تطالب بإلغاء القرارات الأخيرة التي تقضي بتعيين قادة ميليشيات موالية للسراج في مؤسسات أمنية رسمية، وتكليف أحد المسؤولين في نظام معمر القذافي برئاسة المؤسسة الليبية للإعلام.

والخميس الماضي، عيّن السراج آمر "الأمن العام" عماد الطرابلسي نائبا لرئيس جهاز المخابرات والقيادي في ميليشيات "قوة الدعم المركزي" لطفي الحراري نائبا لرئيس جهاز الأمن الداخلي، كما كلّف محمد بعيو المحسوب على نظام القذافي رئيسا للمؤسسة الليبية للإعلام، ما أغضب حلفاءه من الإخوان، وأثار موجة اعتراض قوية لا تزال ارتداداتها مستمرة.

مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني
نجل المفتي المعزول

وأطلق التنظيم ووسائل إعلام محسوبة عليه، حملة حشد وتجييش ضد قرارات السراج، في محاولة للضغط عليه لمراجعة تعييناته، وسط تساؤلات عن مدى قدرة رئيس حكومة الوفاق على الصمود في وجه تلك الحملات الإخوانية.

وفي هذا السياق، دعا سهيل الغرياني، نجل المفتي المعزول الصادق الغرياني المحسوب على التيار الإخواني المتطرف، "رجال بركان الغضب" إلى وقفة احتجاج أمام المجلس الرئاسي بطريق السكّة ضد السراج.

بداية احتجاج في طرابلس

كما شدّد نجل الغرياني الذي يقيم في تركيا، بتدوينة على صفحته بموقع فيسبوك، مساء السبت، على ضرورة "المباشرة فورا في تفعيل قانون الحرس الوطني واحتواء شباب الميليشيات المقاتلين في ما يعرف بـ"عملية بركان الغضب"، وإبعاد المحسوبين على ما وصفه بـ"مشروع الكرامة الإرهابي"، ومن لم يكن له موقف واضح من الحرب على طرابلس"، في إشارة إلى المرشح لمنصب المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو.

بدوره، أكد عضو المجلس الرئاسي ووزير التعليم المكلف محمد عماري زايد، رفضه لقرار المجلس الرئاسي تكليف بعيو، وكذلك قرار ضم 16 مؤسسة إعلامية تحت مسمى المؤسسة الليبية للإعلام.

ودعا القيادي بالإخوان في بيان، السراج وأعضاء المجلس الرئاسي لعقد اجتماع عاجل لإعادة النظر في هذا القرار وتبعاته على قطاع الإعلام والرأي العام، معتبرا أن التكليف "إساءة لليبيا وثورتها"، لأنه كان من أنصار النظام السابق.

كما أشار إلى أن صدور قرار التكليف "جاء مخالفا لآلية وطبيعة عمل المجلس الرئاسي خلال الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت عملا تضامنيا بين أعضائه للخروج من الأزمات الراهنة التي تمر بها البلاد".

من طرابلس اليوم
تلويح بعصيان مدني

وفي السياق ذاته، هدّد إعلاميون ومدونون موالون للإخوان، في بيان مشترك، بـ"عصيان مدني يقفل الشاشات والإذاعات" في حال استمر "الرئاسي" في قراراته المتعلقة بالإعلام

وتعليقا على تصاعد المطالب بإلغاء تعيين بعيو للإشراف على المؤسسة الليبية للإعلام، اعتبر المحلل السياسي الليبي فوزي الحداد في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن "هذه الهجمة" التي يقودها الإخوان، تؤكد "الرعب المسبق الذي تشعر به الجماعة، خصوصا وهم منذ سنوات يرتعون ويعبثون في الإعلام الليبي مثلما شاؤوا"، مؤكدا أن كل ما يحدث "يثبت أن محمد بعيو هو الرجل المناسب في مكانه المناسب".