بعد أن أعلنت حكومة الوفاق والبرلمان الليبي في بيانين منفصلين، الجمعة، وقف إطلاق النار، داعيين إلى تشكيل مجلس رئاسي جديد، بعيد استئناف المفاوضات برعاية أممية، أبدت عدة أطراف دولية ترحيبها بتلك الخطوة، معتبرة أنها تشكل تقدماً نحو تسوية الخلافات والصراعات في البلاد.
وقالت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا بتغريدة على حسابها على تويتر: "نرحب ببيانات البعثة الأممية إلى ليبيا، ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، باعتبارها خطوات مهمة لجميع الليبيين. وسيكون لدى الولايات المتحدة المزيد لتقوله قريبًا".
بدورها أعربت الخارجية الإيطالية عن ترحيبها بهذا التطور المفاجئ، وأكدت أن على الأطراف الليبية متابعة مسار وقف إطلاق النار.
كما رحبت روسيا موسكو بتلك الخطوة، داعية إلى بدء العملية السياسية في ليبيا.
ولاحقاً، شددت وزارة الخارجية الألمانية على أهمية هذا الإعلا، معتبرة أنه تطور مهم باتجاه الحل في البلاد التي شلعتها الحرب. وأضافت أنه على على اللجنة العسكرية المنبثة عن مفاوضات الأمم المتحدة ومؤتمر برلين ( 5 + 5 ) تطبيق وتنفيذ إعلان وقف النار هذا، على كافة الأراضي الليبية.
إلى ذلك، اعتبرت أن رفع الحظر النفطي الذي نص عليه بيان الرفين، سيعطي الليبيين أملا جديدا.
خروج المرتزقة
وعربياً، شددت الجامعة العربية على أهمية تلك الخطوة، معلنة ترحيبها بالإعلان المتبادل لوقف النار في ليبيا. وأعرب مصدر مسؤول في الأمانة العام للجامعة عن أمله في ان تفضي تلك الخطوة الإيجابية إلى سرعة الانتهاء من المفاوضات الجاريوة بين حكومة الوفاق والجيش الليبي، ف يإطار اللجنة العسكرية، بغية التوصل إلى حل دائم للصراع، يقود إلى خروج كافة المرتزقة من الأراضي الليبية، ويوقف التدخلات الأجنبية
إلى ذلك، رحبت مصر التي لوحت سابقا بالتدخل العسكري إذا ما تقدمت فصائل الوفاق المدعومة من أنقرة إلى مدينة سرت، بتلك المبادرة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في تغريدة على صفحته الرسمية على مواقع التواصل إنه يرحب بالبيانين الصادرين عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب الداعيين إلى وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية على كافة الأراضي الليبية، معتبراً ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية.
كما اعتبر أن البيانين سيشكلان خطوة في طريق تحقيق طموحات الشعب الليبي في استعادة الاستقرار وحفظ مقدرات البلاد.
وقف نار متبادل
وكانت الوفاق الليبية قد أعلنت في بيان، وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، داعية إلى نزع السلاح من مدينة سرت الاستراتيجية المتنازع عليها. ودعت إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مارس/ آذار.
بدوره، دعا البرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح في بيان منفصل، إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات، بغية قطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية، وبهدف التوصل إلى تفكيك الميليشيات، وإعادة تصدير النفط بعد فتح حساب مصرفي منفصل لعائداته (من النقاط التي لطالما نادى بها الجيش الليبي والبرلمان).
في حين لم يصدر أي موقف عن قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، حتى الآن، إلا أنه كان قد أعلن سابقا ترحيبه بمبادرة القاهرة التي دعت قبل أكثر من شهر إلى وقف النار واستئناف المفاوضات بين الطرفين المتصارعين.
ترحيب أممي
وكانت البعثة الأممية قد رحبت في وقت سابق اليوم بتلك الخطوة المهمة، قائلة في بيان نشر على حسابها الرسمي على تويتر: "نرحب بشدة بالتوافق الهام بين بياني رئيسي المجلس الرئاسي ومجلس النواب الراميين لوقف إطلاق النار، وتفعيل العملية السياسية" في ليبيا.
يذكر أن هذا الإعلان المفاجئ من الطرفين أتى بعد أشهر طويلة من رفض حكومة الوفاق وقف إطلاق النار، ما لم تبسط سيطرتها على سرت والجفرة.
وكانت خطوط المواجهة قد استقرت قبل أكثر من شهرين حول مدينة سرت الاستراتيجية، الواقعة في منتصف الشريط الساحلي الليبي المطل على البحر المتوسط وقرب مرافئ النفط الأساسية.
وانزلقت ليبيا إلى الفوضى منذ العام 2011، بعد الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، ومنذ ذلك الحين انقسمت البلاد، وأتت التدخلات الأجنبية، لا سيما التركية في الفترة الأخيرة لتفاقم الوضع تأزما.