نبض لبنان

مؤتمر المانحين يطالب بتحقيق مستقل بانفجار مرفأ بيروت

طالب بيان مؤتمر المانحين للبنان الذي عقد عن بعد بتنظيم من باريس، اليوم الأحد، بتحقيق موثوق ومستقل في انفجار مرفأ بيروت.

ودعا البيان في ختام أعمال المؤتمر، اليوم الأحد، السلطات اللبنانية إلى البدء سريعا بالإصلاحات.

كما دعا البيان الختامي إلى الالتزام بتقديم المساعدات مباشرة للبنانيين، مؤكداً الاتفاق على حشد موارد مهمة للبنان خلال أيام.

وقال البيان إن المجتمع الدولي لن يخذل الشعب اللبناني.

وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، خلال مشاركته، الأحد، في مؤتمر لبنان، إن أميركا تريد المساعدة، وإن تنسيقا أميركيا دوليا لتقديم المساعدات للشعب اللبناني.

وبحسب بيان للبيت الأبيض، دعا ترمب دولة لبنان لتحقيق كامل وشفاف واحترام المتظاهرين السلميين.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المجتمع الدولي إلى "التحرك سريعاً" لمساعدة لبنان بعد الانفجار الكبير الذي هز العاصمة بيروت، محذراً من "العنف والفوضى" فيما يتصاعد الغضب في البلاد ضد الطبقة السياسية.

ويشارك 15 رئيس دولة وحكومة في المؤتمر الذي نظم بمبادرة من فرنسا والأمم المتحدة من أجل تحريك مساعدة طارئة للبنان.

ومن مقر إقامته الصيفية في بريغانسون في جنوب فرنسا، أعلن ماكرون في مستهل المؤتمر "يجب التحرك سريعاً وبفاعلية لتصل هذه المساعدات مباشرة وبشفافية على الأرض إلى السكان".

مساعدة "سخية"

وكان إيمانويل ماكرون، أول رئيس دولة أجنبية يزور لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، وعد في العاصمة اللبنانية، الخميس، بتقديم مساعدة سريعة وكبيرة من الأسرة الدولية.

وتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكثر من مرة بدعم الولايات المتحدة. وكتب في تغريدة، السبت: "الجميع يريدون تقديم المساعدة" بعدما تحدث إلى الرئيس الفرنسي.

وجدد البابا فرنسيس الدعوة إلى مساعدة "سخية" إلى لبنان، في ختام عظة الأحد من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

وتمثل في هذا المؤتمر نحو 30 دولةً. ويحضره أيضاً رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال، كما مديرو منظمات دولية كبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والصليب الأحمر.

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن يكون المجتمع الدولي "موحداً" رغم "الظروف الجيوسياسية" المحيطة بلبنان. وقال إنه ينتظر من تركيا، "التي لم تتمكن من الانضمام إلى هذا المؤتمر" وروسيا، أن تقدما دعمهما، كما إسرائيل "التي أعربت عن رغبتها في المساعدة".

شيك على بياض

وأسفر الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت، الثلاثاء، عن مقتل 158 شخصاً على الأقل وإصابة 6 آلاف بجروح، كما عن عشرات المفقودين ومئات آلاف المشردين.

وقال ماكرون إن المساعدة الدولية الطارئة ترتكز على أربع أولويات هي الصحة والغذاء - الذي كان يعبر جزء كبير منه عبر المرفأ - كما ترميم المدارس المتضررة وإعادة بناء البيوت المهدمة.

وشددت باريس على أن هذه المساعدة لن تكون بمثابة "شيك على بياض" للمسؤولين اللبنانيين، الذين يندد المواطنون بفسادهم وإهمالهم فيما البلد غارق بأزمة اقتصادية خطيرة منذ أشهر.

ويتوقع أن تشهد العاصمة بيروت تظاهرات جديدة، الأحد، غداة تحركات تخللها اقتحام متظاهرين لمقار بعض الوزارات.

وبإزاء مخاطر الانهيار، حثّ ماكرون السلطات اللبنانية على "التحرك لتجنيب البلاد الغرق واستجابة التطلعات التي يعبر عنها الشعب اللبناني حالياً بشكل مشروع في شوارع بيروت".

وقال "علينا أن نفعل جميعاً ما أمكن لكي لا يهيمن العنف والفوضى" على المشهد في لبنان.

وتحدث عن "قوى" لديها "مصلحة في هذا الانقسام والفوضى"، في إشارة على ما يبدو إلى إيران، لكنه شدد على أهمية "وحدة" المجتمع الدولي.

وسبق أن تعهد المجتمع الدولي بقروض ومساعدات بقيمة 11,6 مليار دولار للبنان خلال مؤتمر رعته باريس في نيسان/ابريل 2018، لكن لم يجر الإفراج عن التمويلات بسبب عدم إجراء إصلاحات بنيوية تطالب بها الجهات الدولية.

تحقيق موثوق به

وكرر ماكرون، الذي دعا الخميس إلى تحقيق دولي رفضه نظيره اللبناني ميشال عون، الدعوة إلى "تقديم المساعدة" في تحقيق "محايد، موثوق به ومستقل في أسباب" الكارثة.

وأكد عون، الجمعة، أن الانفجار قد يكون نجم عن إهمال أو صاروخ.

لكن باريس ترى أن "هناك ما يكفي من العناصر الموضوعية للتفكير بأنه انفجار عرضي".

ويتواصل تدفق المساعدات الدولية إلى العاصمة اللبنانية.

وستقدم مصر مستشفيات ميدانية، بينما أقامت فرنسا جسرا جويا وبحريا لنقل أكثر من 18 طنا من المساعدات الطبية ونحو 700 طن من المساعدات الغذائية لبيروت.

ومن المقرر أن تصل طائرتان فرنسيتان تقلان مساعدات طبية وغذائية، الأحد، إلى بيروت.