على الرغم من محاولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التقليل من خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، زافاً خلال كلمة ألقاها في البيت الأبيض بمناسبة عيد الاستقلال، خبراً بأنه سيكون لدى الولايات المتحدة لقاح أو علاج لكورونا قبل فترة طويلة من نهاية 2020، حذّر حكام ولايات جنوب البلاد، الأحد، من أن ولاياتهم تواجه خطر تزايد الإصابات بشكل كبير.
في التفاصيل، ومع تأكيد الرئيس بأن 99% من الحالات ليست خطيرة، بدأ سخط المسؤولين المحليين بالتصاعد، وسط إثارة البعض لفكرة فرض أوامر جديدة للحجر المنزلي.
وجاءت هذه المستجدات في وقت بدأت تسجل فيه ولاية فلوريدا 10 آلاف حالة جديدة يوميا في بعض الأحيان، فيما سجلت اريزونا أعدادا قياسية داخل المستشفيات، وتكاد وحدات العناية الفائقة في هيوستن بتكساس تستنفد طاقتها.
بدورها، انتقدت الديموقراطية كاتي غاليغو عمدة فينيكس في أريزونا، تصرفات الرئيس، قائلة: "كان ترمب في مدينتي، اختار عدم وضع كمامة، وينظم أحداثا كبيرة بينما أحاول دفع الناس للبقاء في المنزل وتجنب الازدحام.
كما أضافت أن أريزونا بدأت بإعادة فتح اقتصادها في وقت مبكر للغاية، لافتة إلى عدم وجود إمكانات كافية لإجراء فحوص، وهو ما أدى إلى انتظار بعض الأشخاص، بينهم من لديهم أعراض، لمدة تصل إلى 8 ساعات في سياراتهم.
ووصل عدد المرضى في وحدات العناية الفائقة في مستشفيات أريزونا إلى مستويات قياسية، حسب ما ذكرت صحيفة أريزونا ريبابليك، حيث سجلت الولاية أكثر من 1800 وفاة أي أكثر من 6 أضعاف عدد الوفيات في كوريا الجنوبية كلها.
مستشفيات هيوستن تعمل بأقصى قدراتها
من جهتها، أصدرت القاضية الديموقراطية لينا هيدالغو في منطقة تتضمن هيوستن، أمر ا بالحجر المنزلي في وقت مبكر من انتشار الوباء، لكن الحاكم غريغ أبوت حظر فرض هذه القيود.
ولكن مع انتشار الفيروس، أمر الحاكم الجمهوري بوضع الكمامات في معظم مناطق تكساس.
وقالت هيدالغو لشبكة "ايه بي سي" "ما نراه أن الأمنيات ليست سياسة اقتصادية جيدة ولا سياسة صحة عامة جيدة"، وتابعت "ما نحتاج إليه الآن ... أمر بالحجر المنزلي"، مضيفة أن المستشفيات في هيوستن، التي تضم أكبر مجمع طبي في العالم، وعشرات مدن تكساس الأخرى "تعمل بأقصى قدراتها".
الأكثر تضرراً منذ البداية
يشار إلى أن ولايات الجنوب الأميركي هي الأكثر تضرراً، وهي أيضاً أولى الولايات التي أعادت فتح اقتصاداتها، بتشجيع كبير من الرئيس، وبعد أشهر من الإغلاق، فيما قاوم بعض رؤساء البلديات تدابير إعادة الفتح.
بدوره، أفاد رئيس البلدية الجمهوري فرنسيس سواريز، أن مدينة ميامي كانت آخر مدينة في ولاية فلوريدا بالكامل تعيد فتح اقتصادها، متابعاً تعرضت لانتقادات لأنني انتظرت طويلاً، عندما أعدنا فتح الاقتصاد، بدأ الناس بالاختلاط على أساس أن الفيروس غير موجود أساسا.
بدوره، حذّر توم بوسرت، مستشار الأمن الداخلي السابق لترمب، من أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر.
وقال إنه منذ 19 حزيران/يونيو، سجّلت فلوريدا 100 ألف إصابة جديدة، موضحاً بأن هناك سبب قوي للاعتقاد بوجود 500 ألف شخص في فلوريدا الآن يمكن أن ينقلوا العدوى.
يشار إلى أن الولايات المتحدة هي، وبفارق شاسع عن سائر دول العالم، البلد الأكثر تضرراً من جائحة كوفيد-19، سواء على صعيد الوفيات أو على صعيد الإصابات التي بات عددها 2,836,764 إصابة.