بتوقيع رئاسي أمام حشد من الصحافيين في المكتب البيضاوي فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين عقوبات جديدة على المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وعلى ثمانية قيادين في الحرس الثوري لعلاقتهم بالهجمات الأخيرة في الخليج.
وقال وزير الخزانة ستيفين منوشن في مؤتمر صحافي مفاجأ تبع التوقيع أن الرئيس ترمب طلب فرض عقوبات على وزير الخارجية محمد جواد ظريف هذا الأسبوع.
لفهم هدف و أثر العقوبات قابلت "العربية.نت" كاثرين باور، مسؤولة سابقة في وزارة الخزانة عملت في الشأن الإيراني و زميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
- وزير الخزانة ستيفين منوشن أصر على أن العقوبات ليست رمزية، و أن وزارة الخزانة قامت باستحواذ عشرات المليارات من الدولارات. ماذا يقصد؟
كاثرين باور: "العقوبات التي فرضت على المرشد الأعلى و على المسؤولين الذي يقوم مكتبه بتعينهم او توظيفهم هي عقوبات رمزية و خطابية. لكن هذا لا يعني أنها غير منطقية".
وتابعت "ماديا، لن يكون للعقوبات تأثير آني على المرشد الاعلى، و الكثير من افراد مكتبه يخضعون اصلا للعقوبات. الغريب هو انه عندما تستهدف العقوبات في العادة مسؤولين في دول أخرى، أو رؤوس دولة، فهي تكون عقوبات منسقة مع أكثر من طرف او دولة للاعلان عن توافق دولي في قضية ما، و هذا ليس الحال هنا،، لا اعرف تحديدا ماذا يقصد وزير الخزانة عندما يتحدث عن “عشرات المليارات من الدولارات” و لكن هذا قد يكون في اشارة على تأثير العقوبات المرتبطة بتصدير النفط".
- ماذا عن العقوبات التي ستفرض على وزير الخارجية الإيراني هذا الأسبوع؟
كاثرين باور "من الغريب جدا ان يتحدث وزير الخزانة عن فرض عقوبات قبل أن تتم، ففي العادة يخشى المسؤولون ذلك لخوفهم من اغلاق الاشخاص المستهدفين لحساباتهم، أو نقلهم للأموال و الممتلكات. فالوزراة غير ملزمة بتحذير الأشخاص المستهدفين بالعقوبات من ناحية قانونية، و تفضل عنصر المفاجأة في العادة".
- الرئيس ترمب و وزير الخارجية منوشن أشارا إلى أن بعض العقوبات كانت مجهزة سابقا، و بعضها كان جديد. ماذا يعني ذلك؟
كاثرين باور "بشكل عام، استهداف قادة الحرس الثوري يستوجب الكثير من التحضير، حيث تم وضعهم على القائمة تحت سلطات مكافحة الإرهاب، وهو أمر يحتاج إلى بحث ومعلومات استخبارية. أما الأمر التنفيذي المتعلق بالقائد الأعلى فسهل تجهيزه بشكل سريع.
- وزير الخارجية مايك بومبيو قال ان 80% من الاقتصاد الإيراني يخضع للعقوبات الأميركية، فهي تطال تصدير النفط والبنك المركزي الإيراني و الصلب، و مؤخرا، البتروكيماويات. عندما يتحدث المسؤولين الأميركيين عن مزيد من العقوبات، هل هناك أي قطاعات أخرى مهمة يمكن استهدافها أم أن الانتظار هو اللعبة الحكيمة الآن؟
كاثرين باور "اعتقد اننا لا زلنا لم نرى بعد التأثير الفعلي للعقوبات التي فرضت على طهران. فعندما رفضت وزارة الخارجية تمديد التصريحات التي كانت تسمح لبعض البلدان باستيراد النفط الإيراني اثر ذلك ليس فقط على قدرة ايران على بيع النفط ولكن على الأموال التي كانت لإيران في حسابات في هذه البلدان، و التي كانت تستخدمها ايران للمقايضة أو التبادل التجاري، مقابل إلكترونيات من كوريا الجنوبية مثلا. و مع الوقت سنرى تأثيرا أكبر و اكبر لذلك و ستعاني قطاعات كثيرة".