نبض لبنان

أميركا: إيران راعية الإرهاب الأولى في العالم

صنفت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إيران على أنها "الدولة الأولى الراعية للإرهاب" في العالم، وذلك في تقريرها السنوي حول الإرهاب والذي نشر أمس.

فقد أشار التقرير إلى أن إيران تقدم دعماً بمختلف أنواعه بما في ذلك التمويل والتدريب والتزويد بالمعدات، إلى الجماعات الإرهابية حول العالم، خاصة ميليشيا حزب الله.

وعلى الرغم من أن واشنطن تصنف النظام الإيراني على أنه أكبر دولة راعية للإرهاب منذ عام 1984، لفت التقرير الجديد إلى "حملة الضغط الأقصى" التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على طهران قد أثرت كثيراً، وأدت العقوبات على انحسار الإرهاب الإيراني خلال عام 2019، خاصة بعد تصنيف قوات الحرس الثوري وذراعها خارج الحدود، فيلق القدس، في أبريل/نيسان من العام الماضي على أنهم "جماعات إرهابية أجنبية".

وأكد التقرير على اعتراف إيران بتورط ميليشيا فيلق القدس في نزاع العراق وسوريا.

عناصر من حزب الله اللبناني
دول أخرى تتدخل

كما أشار التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية إلى أن دولاً في أوروبا الغربية، وأميركا الجنوبية كانت قررت مواجهة وكيل النظام الإيراني وأذرعه أي جماعة "حزب الله" اللبناني، العام الماضي، حين أعلنتها جماعات إرهابية.

في السياق أيضا، كشف التقرير أن الحكومة الإيرانية كانت تنفق سابقا أكثر من 700 مليون دولار سنوياً لدعم الجماعات الإرهابية، مثل "حزب الله " في لبنان، و"حماس" في غزة، ولكن في ظل عقوبات شديدة في عام 2019، انخفضت قدرة طهران على تقديم الدعم بشكل كبير.

وتطرقت الخارجية الأميركية إلى العمليات الإرهابية التي قامت بها إيران في أميركا الشمالية والجنوبية، وأوروبا، والشرق الأوسط، وآسيا وإفريقيا، مؤكدة أن الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات الايرانية كانتا وراء هذه العمليات.

حزب الله العراقي
إيواء عناصر القاعدة

من جهة أخرى، لفت التقرير إلى أن إيران بقيت غير راغبة في تقديم كبار أعضاء القاعدة المقيمين في البلاد للعدالة، ورفضت تحديد هوية الأعضاء المحتجزين لديها.

كما سمحت لقادة تنظيم القاعدة بإنشاء خط مرور رئيسي لتيسير عمليات النقل عبر أراضيها منذ عام 2009 على الأقل، وتمكين القاعدة من نقل الأموال والمقاتلين إلى جنوب آسيا وسوريا.

اغتيال المعارضين

كذلك تطرق التقرير السنوي إلى دور عملاء النظام الإيراني في قتل المعارضين الإيرانيين في الخارج، قائلا: "كما في السنوات الماضية، واصلت الحكومة الإيرانية دعم المؤامرات الإرهابية لمهاجمة المعارضين الإيرانيين في عدة دول في أوروبا".

وخلال السنوات الأخيرة، قامت كل من هولندا، وبلجيكا، وألبانيا باعتقال وطرد مسؤولين حكوميين إيرانيين متورطين في مؤامرات مختلفة في أراضيهم.

يشار إلى أن التقرير سلّط الضوء على زيادة التوترات بين طهران وواشنطن خلال عام 2019 والتي وصلت ذروتها في 3 يناير/كانون الثاني 2020، عندما قُتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية بطائرة بدون طيار دفعت البلدين على شفا مواجهة عسكرية.

أكثر من 360 عملية إرهابية دولية

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أكدت في مايو/أيار الماضي على تورط النظام الإيراني منذ توليه السلطة في أكثر من 360 عملية إرهابية دولية، تتضمن عمليات اغتيال وتفجيرات وهجمات في أكثر من 40 دولة، حيث وثقت في تقرير لها، تلك العمليات ضمن "حملة الإرهاب العالمية" التي قام بها النظام الإيراني وتضمنت ما يصل إلى 360 اغتيالا مستهدفا في دول أخرى، وكذلك التفجيرات الجماعية التي قتلت وجرحت المئات.

عناصر من الأمن الإيراني في طهران

ووفقاً لورقة الحقائق المنشورة التي نشرت حينها، تعتقد الولايات المتحدة أن عمليات الاغتيال هذه قد نفذتها في الأساس قوة القدس التابعة للحرس الثوري ووزارة المخابرات، ولكن أيضاً عبر أطراف ثالثة ووكلاء مثل ميليشيات "حزب الله" اللبناني.

وأكدت الخارجية الأميركية أن إيران تستخدم الغطاء الدبلوماسي وتقوم باستخدام العصابات الإجرامية وعصابات المخدرات لتنفيذ عملياتها السرية في الخارج، موضحة أن المعارضين السياسيين وزعماء ونشطاء الأقليات العرقية والدينية ومسؤولي الحكومة الأجنبية، وكذلك نشطاء المجتمع المدني والصحافيون الإيرانيون في الخارج، هم من بين أهداف النظام.

إلى ذلك ذكرت أن من بين أشهر تلك الهجمات اغتيال زعيم المعارضة الكردية الإيرانية صادق شرفكندي وثلاثة آخرين في مطعم "ميكونوس" في برلين في عام 1992 وتفجير مبنى "آميا" اليهودي في بوينس آيرس، عام 1994 هي الحالات التاريخية الأكثر شهرة العمليات الإيرانية في الخارج.