تتفاعل قضية شراء منازل الموصل القديمة مقابل تعويضات، محدثة جدلاً واسعاً بين الأوساط الرسمية والشعبية والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار لـ"العربية. نت على ضرورة تعويض أهالي مدينة الموصل القديمة، داعيا حكومة نينوى المحلية إيلاء الموضوع أهمية بدلاً من البحث عن استثمارات من دون الرجوع الى مجلس المحافظة صاحب التشريع في هكذا قضايا.
ورأى العبار أن دعوة أهالي المدينة القديمة لبيع منازلهم وممتلكاتهم، يأتي ضمن مسلسل المتاجرة بمعاناة أهالي تلك المنطقة التي دمرت بشكل شبه كامل، مع العلم أنها كانت المنطقة الأخيرة التي سيطر عليها تنظيم داعش واستخدمها الارهابيون في معركتهم الاخيرة في أرض الموصل. ودعا الحكومة، إلى وضع خطط لاعادة إعمار المدينة القديمة وإعادة النازحين الى ديارهم.
خطط لاستثمار المنطقة
وكشف العبار لـ"العربية. نت عن خطط لاستثمار المنطقة لبناء فنادق أو منتجعات على ضفاف نهر دجلة، مضيفا أن عملية البيع تأتي بشكل فردي من بعض أصحاب العقارات أو المستثمرين بعيدا عن أروقة الحكومة المحلية، لافتا إلى أن الأخيرة غير مطلعة على الأمر.
وأشار الى أن هذه المشاريع الإستثمارية تحتاج الى قرار من مجلس المحافظة، مشيرة الى أن ما يجري من عمليات بعيدة عن كل الأطر القانونية.
مخطط قديم جديد
إلى ذلك، أضاف العبار أن قضية تحويل المنطقة إلى شكل آخر مخطط لها منذ العام 2008، على أن يحول قسم منها إلى خدمات ومبان عالية والقسم الآخر يبقى على الشكل القديم. لكن المخطط جمد عام 2008 بسبب حاجة المنطقة تحتاج الى لمبالغ ضخمة.
وأوضح أن ما يحصل هو إجراءات غير حكومية، ومن غير الممكن تغيير معالم المنطقة والتي تحوي أكثر من معلم حضاري وأثري.
المحافظة هي الجهة الصالحة
كما أوضح أن هذا الأمر لم يطرح حتى الآن على مجلس محافظة نينوى، وأن المجلس هو الجهة التي تمتلك الصلاحية في استحداث أو إلغاء المناطق في المحافظة، وأن دعوة أهالي المدينة القديمة لبيع منازلهم وممتلكاتهم لغرض استثمارها ياتي ضمن مسلسل المتاجرة بمعاناة أهالي تلك المنطقة .
ودعا العبار إلى ضرورة الإسراع في إنجاز معاملات تعويض الاهالي الذين دمرت العمليات العسكرية منازلهم، ووضع التصاميم التي تحافظ على الطراز المعماري للمدينة .وسأل اذا كانت البلدان تحافظ على ممتلكاتها التاريخية فلماذا نفرط فيها نحن ونعرضها للاستثمار؟
تمسك الاهالي بمنطقتهم
أكد أن أهالي المنطقة متمسكون بمنطقتهم، وغير مستعدين للتفريط بها لاسيما أن لهذه البيوت ورثة كثر .
من جانبه، أكد أحمد الزيدي، أحد سكان مدينة الموصل لـ"العربية. نت" تمسكه بأرضه وأرض أجداده، وقال: "لن نبيع ارضنا ولا مكان ولادتنا لأي أحد".
ومن جانبه، أرفض الحاج ابو سعود المساومة على أرضه، وقال: "رفضوا إعمارها ومنعونا منذ أربعين يوما من العمل لإعمار منازلنا لكننا لن نترك منازلنا وارضنا للغرباء".