ما تم اكتشافة في المريخ هذه المرة، واعد إلى حد كبير، وقد يظهر فيه ما يبحث عنه الإنسان منذ زمن طويل، وهو دليل شافٍ وافٍ على وجود حياة خارج الأرض، ولو من نوع بدائي وبسيط، وكله سيظهر بخبر صغير وثوري، تنتظر NASA أن يصل إليها هذا الاثنين من الكوكب الأحمر.
يوم الأربعاء الماضي وصلت إلى الوكالة الأميركية نتائج قياسات قامت بها مركية Curiosity التي هبطت في منتصف 2012 على سطح الكوكب الجوالة فيه للآن، وظهر من القياسات أن انبعاثات كبيرة من غاز "الميثان" تحدث في جو المريخ، وهي علامة على وجود ميكروبات فيه حالياً، لأن هذا الغاز بالذات ينتج وفقاً لما قرأت "العربية.نت" بسيرته، عن الكائنات الحية على الأرض، لذلك فالحماس على أشده لدى علماء "ناسا" التي لم تعلن بعد عما عثرت عليه مركبتها، بانتظار أن يصل إليها تأكيد جديد منها هذا الاثنين.
هذه المعلومات، وغيرها المهم حول ما تم اكتشافه، وردت السبت بصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بعد حصولها على نسخة من رسالة بثها بالبريد الإلكتروني أحد علماء مهمة المركبة الدارسة جيولوحيا وكيمياء الكوكب بشكل خاص، وفيها قال Ashwin R. Vasavada للفريق العلمي المدقق ببياناتها، إن نتيجة ما أرسلته "كيوريوسيتي" هو مفاجأة كانت "لذلك قمنا بتعديل عطلة نهاية الأسبوع لإجراء تجرية جديدة"، فبث المتابعون للمركبة تعليمات أخرى إليها يوم الجمعة الماضي لتتابع قراءة ما قامت به من قياسات "ومن المتوقع عودة نتائج القياسات يوم الاثنين"، وفقا لما استنتجته الصحيفة.
واحتار العلماء بمصدر انبعاث الغاز
وسبق أن تحدثت "ناسا" في أبريل الماضي، عن اكتشاف للميثان في المريخ، لكن علماءها لم يتوصلوا إلى مصدر انبعاثه في الجو، واحتاروا في أن يكون من تفاعل جيولوجي "لأنه إذا نشأت الحياة على سطح المريخ قبل مليارات السنين، فإن نسلها الميكروبي يمكن أن يهاجر تحت الأرض ويستمر" أو أن يكون المصدر من مخلفات كائنات حية، كالميكروبات المتبرعمة بالحياة على الأرض، وهي المعروفة باسم Methanogens النافثة الغاز نفسه، بحسب ما طالعته "العربية.نت" مما ذكرته الصحيفة، لذلك أوكلت "ناسا" مهمة كشف المصدر إلى أجهزة استشعار موجودة في المركبة لتحليل انبعاثاته، وهي التي كشفت الجديد والمهم الأسبوع الماضي بشأنه.
ما اكتشفته المركبة بقياساتها، ونجد شيئا عنه في الفيديو أعلاه، هو خبر علمي ثوري قد تؤكده "ناسا" هذا الأسبوع، وملخصه أن الميثان المنبعث بكميات كبيرة في الجو المريخي، هو جديد، أي أنه ليس متحدرا من مصدر جيولوجي ارتبط بوجود حياة سابقة على الكوكب قبل ملايين القرون "لأن الشمس والتفاعلات الكيميائية تفكك جزيئات الميثان المتواجد بالجو في قرون معدودات، خصوصا جو المريخ القليل الكثافة، لذلك فالميثان المنبعث حاليا في جو الكوكب الأحمر يتوالد من مصدر غير جيولوجي"، وينتج عن ميكروبات تنفثه كمخلفات من الغاز، والجواب الأخير لدى "كيوريوسيتي" وحدها حاليا.