عندما قُتل قاسم سليماني في غارة أميركية مطلع يناير الماضي، تعهدت إيران "بالانتقام الشديد" من الولايات المتحدة عبر ميليشياتها في العراق.
كما طالبت الكتلَ العراقية الموالية لها في البرلمان العراقي بسحب 5 آلافِ جنديٍ أميركي وقواتِ التحالف، وهو ما لم يحصل حتى الآن.
ما يفسرُه تقريرٌ لصحيفة "تليغراف" Telegraph البريطانية، يعد تراجعا واضحا للنفوذ الإيراني في العراق.
فقد مضت 6 أشهر ولا يزال هؤلاء الجنود الأميركيون متمركزون في أنحاء العراق، ولم يغادروا الأراضي العراقية مثلما توعدتهم إيران قبل نحو نصف عام.
صحيفة "تليغراف" تساءلت "هل تراجع النفوذ الإيراني في العراق؟".
الصحيفة رجحت أن تواجد القوات الأميركية في العراق سيمتد لوقت أطول، وفق ما أكده مسؤول غربي، موضحاً أن اتفاقاً بين العراق وواشنطن خلص إلى ضرورة بقاء القوات الأميركية لمواصلة الحرب على داعش.
وهو ما تراه الصحيفة فشلاً ذريعاً لطهران في مواصلة فرض نفوذها هناك، وهي التي فشلت في تنفيذ تهديداتها المستمرة.
ومما يعزز فرضية تراجع النفوذ الإيراني في بغداد، بحسب تقرير الصحيفة، فشل إسماعيل قاآني في خلافة قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، رغم الزيارات المتكررة التي قوبلت في معظمها بالفتور أو الرفض في بغداد.
وهو ما يثبته وصول مصطفى الكاظمي لقيادة رئاسة الوزراء العراقية، بعد فشل مساعي إيران عبر الكتل العراقية الموالية لفرض شخصيات تدين بالولاء المطلق لها.
وبالرجوع قليلا إلى الوراء، إلى الاحتجاجات الشعبية بالتحديد، فإن تراجع النفوذ الإيراني في العراق، كما يضيف التقرير، لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة ضغوطات هائلة من المتظاهرين الذين ضاقوا ذرعا بتدخلات إيران المتواصة في شؤون بلادهم، حيث صدحت حناجرهم حينها بصوت واحد وطيلة أسابيع.. "إيران اخرجي".