نبض لبنان

قتال محتدم جنوب طرابلس.. مع دخول درون تركيا الانتحارية

تصاعد القتال بين قوات الجيش الليبي وقوات الوفاق، الخميس، في عدد من المحاور جنوب العاصمة طرابلس، حيث تمكنت دفاعات الجيش من إسقاط طائرة تركية مسيّرة انتحارية.

واندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين طرفي النزاع في محاور الرملة وعين زارة ووادي الربيع والخلاطات جنوب طرابلس، بعد يوم من سيطرة الجيش على محور الكاريزما وتقدمه باتجاه محور المطار، في حين تحدّثت مصادر عسكرية عن تحرّك عدّة كتائب عسكرية ومنظومات للدفاع الجوّي نحو مدينة مصراتة.

إلى ذلك، تحدث شهود عيان عن سماع أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، في الأحياء الجنوبية للعاصمة، كما أشار آخرون إلى تحليق مكثف للطيران التركي المسيّر في سماء العاصمة الليبية.

وأفاد مراسل العربية بأن الاشتباكات العنيفة تجددت بين قوات الجيش اللييبي وتشكيلات تابعة لحكومة الوفاق مدعومة بالمرتزقة السوريين ، وقد تركزت بمناطق وادي الربيع وعين زارة وطريق المطار والرملة، بعد هدوء شهدته خلال ساعات الصباح الأولى

كما تم تبادل القصف المدفعي في وادي الربيع بين الجيش وفصائل الوفاق بعد محاولتها الهجوم على تمركزات الجيش بالمنطقة الواقعة جنوب شرق طرابلس ، مع استمرار وصول تعزيزات الدعم لقوات الجيش من قاعدة الجفرة.

مسيرات انتحارية

ومساء الأربعاء، قال اللواء فوزي المنصوري آمر محور عين زارة وقوة عمليات اجدابيا، إن قوات الوفاق استخدمت طائرات مسيّرة جديدة من طراز (ألباغو) ذات الجناح الثابت المعروفة باسم (الكاميكاز)، موضحا أنها طائرات انتحارية بدون طيار، سبق وأن تم استخدامها من قبل ميليشيات الحوثي في اليمن.

وأضاف في مقطع فيديو عرض خلاله بقايا إحدى الطائرات التي تم إسقاطها من قبل الدفاعات الجوية للجيش، أن هذه الطائرة تعمل على تفجير نفسها حال اقترابها من الهدف، ومصنعة من قبل شركة (إس تي إم) التركية للصناعات الدفاعية، مشيرا إلى قوات الوفاق شاركت به حوالي 10 طائرات انتحارية في الهجم على محوري كاريزما وعين زارة، ورغم ذلك تمكن الجيش من صدهم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والآليات والذخائر.

"سورنة" ليبيا

يأتي هذا في ظل تسارع التحذيرات الأوروبية من "سورنة" الأزمة الليبية، وسط تدفق السلاح والمرتزقة من الخارج.

وفي هذا السياق نقل مراسل العربية في بروكسيل الخميس تأكيد دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن اسمه أن الاتحاد الأوروبي يتواصل مع الأطراف الليبية كافة على مدار الساعة لتفادي انزلاق ليبيا في سيناريو الأزمة السورية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أبدى مساء الأربعاء أسفه لـ"سَوْرَنة" النزاع، داعياً طرفي النزاع للعودة إلى طاولة المفاوضات. وقال لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي إنّ "الأزمة تزداد سوءاً لأنّنا --وأنا لست خائفاً من استخدام الكلمة-- أمام +سورنة+ لليبيا".

كما حذر من دعم أطراف خارجية لأطراف النزاع الليبي، قائلاً إنّ "حكومة الوفاق مدعومة من تركيا التي تجلب إلى الأراضي الليبية مقاتلين سوريين بأعداد كبيرة، بآلاف عدّة".

يذكر أن ليبيا تشهد فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وقد زاد الوضع تأزماً خلال السنوات الأخيرة مع دخول تركيا على الخط بشكل واضح، عبر جلب آلاف المقاتلين السوريين إلى العاصمة الليبية بغية دعم الوفاق، فضلاً عن الدعم العسكري.