تأزمت مجدداً العلاقة بين رجل الأعمال السوري الموضوع على لائحة العقوبات، رامي مخلوف وبين رئيس النظام السوري، ووصلت إلى أقصاها اليوم الثلاثاء.
فقد حصلت العربية.نت على وثيقة تظهر صدور قرار بالحجز على أموال ابن خال الأسد، وممتلكاته المنقولة وغير المنقولة، وكذلك أصدرت رئاسة مجلس الوزراء التابعة للنظام في سوريا قرارا آخر يمنع مخلوف من التعاقد مع الجهات الحكومية مدة ٥ سنوات.
في التفاصيل، ألقت وزارة المالية في حكومة النظام السوري، الثلاثاء، قرارا بالحجز الاحتياطي على أموال رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام بشار الأسد وأموال زوجته وأولاده، وذلك بعد أسابيع من الصد والرد بخصوص مستحقات مالية رفض مخلوف بداية دفعها للسلطات.
وجاء في القرار الصادر عن وزير المالية، أن الحجز الاحتياطي قد ألقي على الأموال المنقولة وغير المنقولة العائدة للمدعو رامي مخلوف ضماناً لتسديد المبالغ المترتبة عليه لصالح الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد المصدرة من قبل لجنة القرار 1700 / 2019، بحسب البيان.
ووصل الوضع بين رئيس النظام وقطب الاقتصاد إلى أعلى درجات التوتر خلال الأسابيع الماضية، خصوصا بعدما خرج مخلوف المعروف ببعده عن الإعلام، بفيديوهات على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يشكو فيها الظلم، وأنه يتعرض لضغوطات لإجباره على دفع أموال على أنها مستحقات متراكمة، وهي دون وجه حق، بحسب تعبيره.
وعلى الرغم من أن مخلوف كان خرج في الساعات الماضية ليؤكد على نيته دفع الأموال بعد فترة من المماطلة، جاء قرار التجميد.
130 مليار ليرة!
يذكر أن بداية بوادر الخلاف كانت حين طالبت السلطات في سوريا مخلوف بدفع ما يقارب 130 مليار ليرة، وهي مبالغ مطلوب سدادها من قبل الشركات الخلوية لأنها مستحقة للدولة، وفقا لوثائق واضحة وموجودة، وتم حسابها بناء على عمل لجان اختصاصية في الشؤون المالية والاقتصادية والفنية والقانونية، بحسب البيانات السابقة.
وأعطي رامي فرصة للسداد، بعدما شرحت السلطات الآلية التي اعتمدتها لحساب تلك المبالغ وفقاً "لكافة البيانات والأرقام المقدمة من الشركتين الخلويتين في البلاد (سيرياتل وأم تي أن)، جاء ذلك وسط شكوك عن خلافات مالية كبيرة سببها الأرباح والأعمال التجارية.
اعتقالات برعاية روسية
وبعد التهرب من الدفع، شن النظام السوري بمساعدة الشرطة الروسية حملة اعتقالات واسعة في دوائر شركات مخلوف بعد بثه التسجيل الثالث عبر حسابه على فيسبوك.
وشاركت الشرطة الروسية بحسب المرصد بتنفيذ المداهمات لاعتقال 60 موظفاً من شركة سيرياتل وجمعية البستان.
كما أضاف المرصد أن النظام وروسيا اعتقلا نحو 19 شخصا من جمعية البستان التابعة لابن خال الأسد.
رامي للأسد.. سأدفع ولن أستقيل
وبعد مهلة الدفع التي رفضها رامي بداية والاعتقالات ثانية، أعلن رامي أنه لن يتنحى عن من رئاسة مجلس إدارة سيرياتيل، متعهدا بالدفع.
وعاد مخلوف واتهم النظام بالضغط، فقال إن الضغوطات دوماً مستمرة عليه وحتى على أصغر موظف، كاشفا أن هم السلطات إجباره على التخلي عن جزء من الإيرادات التي هي حق مساهمي الشركة البالغ عددهم ما يقارب 6500 مساهم، لذلك لا يحق لمن هو مفوض بالتوقيع عن الشركة أو لمدرائها.
وخرج في فيديو يوم الأحد، كشف فيه أن السلطات كانت قد أعطته مهلة للاستقالة من رئاسة شركة "سيرياتيل"، المشغل الأساسي لخدمات الهاتف المحمول في سوريا، مهددة بسحب الترخيص، فأعلن رفضه التنحي والاستقالة.
إلى ذلك هدد مخلوف بأن انهيار سيريتل سيوجه ضربة "كارثية" للاقتصاد السوري، لأنها مصدر رئيسي لإيرادات النظام، بحسب تعبيره.
يذكر أن مخلوف هو ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، ويعتبر بشكل كبير جزءا من الدائرة الداخلية له، حيث كان في قبضته أغلب مفاصل الاتصالات والعقارات والمقاولات وتجارة النفط في سوريا منذ سنوات طويلة.