أعلن المدعي العام بمحافظة همدان، وسط إيران، الأحد، عن فتح تحقيق في ملابسات حادث تعرض مزار يهودي للحرق، أول أمس الجمعة، على أيدي مجهولين.
وبينما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن قبر "أستير ومردخاي"، وهو مزار يهودي مقدس في مدينة همدان، وسط إيران، تعرض للحرق، يوم الجمعة، قال مدير دائرة التراث الثقافي في المحافظة إن المقبرة لم تتضرر.
ووفقا لوكالة "إيسنا" للطلبة الإيرانيين، فقد أكد مدعي عام همدان، حسن خانجاني، أن قوات الأمن الداخلي تابعت الحادث منذ يومين لكنها لم تستطع اعتقال الفاعلين ولم تصل إلى نتيجة بعد"، مضيفا أن "التحقيق مستمر في القضية".
ويعتبر هذا أول رد فعل رسمي من قبل السلطات الإيرانية بعد يومين من الحادثة حيث أكدت وكالة "نادي المراسلين الشباب" التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية، في تقرير لها الجمعة، أن "الشخص الذي حاول اقتحام المقبرة اليهودية من مبنى البنك المجاور لم ينجح بفعلته".
وذكرت الوكالة أن الضريح اليهودي لم يلحق به أضرار في حين سجلت كاميرات المراقبة وجه المهاجم وأن الشرطة تبحث عنه.
من جهتها، نقلت وكالة "فارس" المقربة من الحرس الثوري عن مدير دائرة التراث الثقافي في همدان، علي مالمير، قوله إن "المبنى الخارجي لمقبرة استير ومردخاي تعرض للحرق لكن المقبرة لم تتضرر".
وأضاف: "الحريق كان محدودا وتسبب في أضرار بأسلاك الكهرباء وفرش المبنى المجاور للمقبرة، لكن الأضرار لم تطل المبنى التاريخي".
ويعتبر قبر أستير وهي زوجة الملك الفارسي خشايار شاه الأول، والذي حكم بين 485 و465 قبل الميلاد الملك الرابع في سلالة الأخمينيين، وابن عمها مردخاي، الموقع الأكثر أهمية لليهود في إيران.
وكان كرمل ميلاميد، الصحافي والمدون في لوس أنجلوس، قد أعلن في تغريدة مساء الجمعة، أن مصادره التي لديها اتصالات مع الجالية اليهودية في إيران أكدت أن هناك محاولة لإشعال النار في القبر ولكن الأضرار كانت ضئيلة.
هذا في حين قال شاهد عيان لـ"شبكة صوت أميركا VOA" إنه رأى العديد من سيارات الإطفاء تهرع إلى ضريح "استر ومردخاي" لكن السلطات منعت الناس من الاقتراب.
تنديد أميركي
وفي واشنطن، أدان المبعوث الأميركي لرصد ومكافحة معاداة السامية، إيلان كار، بشدة الهجوم على قبر استير ومردخاي ووصف النظام الإيراني بأنه "أكبر دولة راعية لمعاداة السامية في العالم".
وكتب كار في تغريدة على تويتر "يجب على إيران وقف التحريض وحماية جاليتها اليهودية والأقليات الأخرى".
هذا بينما قال مدير "رابطة مكافحة التشهير" جوناثان غرينبلات، إن "قبر أستير ومردخاي في إيران تعرض للحرق".
وقال غرينبلات في تغريدة عبر تويتر: "في حين أن الهجمات على المواقع البهائية في إيران شائعة، إلا أن ممتلكات الجالية اليهودية كانت آمنة نسبيًا، حيث تعترف إيران باليهودية كدين قانوني، في حين يعتبر البهائيون زنادقة ويضطهدون بقسوة".
بدوره استنكر "اتحاد اليهود الإيرانيين - الأميركيين" في نيويورك ولوس أنجلوس عن قلقه حيال التقارير الواردة ودعا إلى محاكمة الجناة ومعاقبتهم.
وقال الاتحاد في بيان إن المقبرة أضرمت فيها النيران ضمن "عمل إجرامي متعمد"، وإن منفذي الهجوم "بلطجية جبناء".
كما أصدر مركز سيمون ويزنثال لحقوق الإنسان بيانًا يصف الخطوة بأنها "تذكير بالنازيين"، وقال إن "حكومة الملالي" تدعم بانتظام "معاداة السامية" و"إنكار المحرقة"، مضيفا أنه "ليس من المستغرب أن تحدث مثل هذه الحوادث".
من جهتها، قالت إذاعة "فراد" الناطقة بالفارسية من جمهورية التشيك، إن ميليشيا الباسيج الطلابية في مقاطعة همدان هددوا عدة مرات بتدمير قبر استير ومردخاي.