اتهمت الولايات المتحدة إيران بمتابعة نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وأعلنت وزارة الخارجية أن الوزير مايك بومبيو "سيتوجّه يوم الثلاثاء إلى تامبا فلوريدا للاجتماع بقائد المنطقة المركزية الجنرال كينيث مكينزي وقائد العمليات الخاصة الجنرال رتشارد كلارك لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي وسير العمليات الحالية".
وليس من المعتاد أن يذهب وزير خارجية الولايات المتحدة للقاء قائد عسكري أميركي في مقرّ قيادته بل هذا من مهمات وزير الدفاع.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس أوضحت "أن الوزير يعمل بشكل لصيق جداً من ضمن الحكومة مع وزير الدفاع (بالإنابة باتريك) شاناهان للتأكد من أننا قادرون على حماية شعبنا ومصالحنا". وأشارت إلى أن وزارة الخارجية تعمل "على حلّ دبلوماسي فيما يركّز الوزير شاناهان جهده على الخيارات العسكرية لضمان سلامة مواطنينا ومصالحنا وحلفائنا".
وقال ضابط كبير كان يعمل في القيادة المركزية لـ"العربية.نت" إن "زيارات وزير الدفاع المتكررة للقيادة المركزية تعتبر روتينية، أما زيارة وزير الخارجية فهي حدث غير عادي".
قوات حماية
تتزامن هذه الزيارة مع عودة النقاش في واشنطن حول إرسال قوات عسكرية أميركية أضافية إلى منطقة الخليج العربي، وكررت "فورين بوليسي" يوم الاثنين أن مسؤولي البنتاغون يناقشون رسمياً طلباً من قائد المنطقة المركزية لإرسال 6000 جندي إضافي إلى المنطقة بالإضافة إلى إرسال سربين من الطائرات المقاتلة ومدمرة بحرية وغواصات عدة وبطاريات باتريوت المضادة للصواريخ، وربطت "فورين بوليسي" كل هذا بالتأكد من هجوم إيراني على طائرة أميركية بدون طيار.
وأشار الضابط الكبير في حديثه مع "العربية.نت" إلى "أن قرار نشر عدد إضافي من الجنود يتمّ اتخاذه عادة لحماية الأميركيين والمنشآت والمصالح" وأضاف "أن الرقم الصغير يشير إلى أن الخطوة ستكون للاستعدادات دفاعية وحماية الأشخاص وليس مؤشراً على عملية هجومية".
خلال الأسبوعين الماضيين، أقرّ الرئيس الأميركي زيادة القوة العسكرية الأميركية في منطقة الخليج العربي ومن ضمنها سرب جوي وفريق هندسة واشارة المعلومات حينها الى انها لدعم القوة الموجودة وفي مقدمها حاملة الطائرات أبراهام لنكولن وسرب من الطائرات الاستراتيجية.
وزير الدفاع باتريك شاناهان كان قال خلال الأيام الماضية إن طلب القوات وتقييمه هو أمر عادي يحدث دائماً وإن القيادة السياسية الأميركية تريد التأكد من أن القيادة المركزية لديها الجنود والعتاد المطلوب.
فشل الردع
كانت الولايات المتحدة تأمل مع إرسال قوات عسكرية ضخمة إلى منطقة الخليج في "ردع" إيران عن متابعة تهديداتها، لكن الأسابيع الماضية أثبتت أن إيران وبشكل مباشر نفذت تهديداتها بشنّ هجمات في الخليج العربي، واليوم اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أن "ما نشهده ليس فقط تحدياً للاتفاق النووي بل تحدّ للتصرفات العادية للدول، وتحدٍ لقواعد حرية الملاحة والحركة في البحار".
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غاريت ماركي، فاعتبر إعلان طهران خرق سقف التخزين من المواد النووية المخصبة أنه ابتزاز ويجب مواجهته بزيادة الضغوطات الدولية على إيران وأضاف "أن مشاريع التخصيب صارت ممكنة فقط بسبب الاتفاق النووي الذي ترك لإيران قدرتها على ذلك" وشدّد على أن الرئيس ترمب "أوضح أنه لن يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية".
الرئيس دونالد ترمب اكتفى بالقول في تغريدة: "إيران ستخرق سقف التخزين".