قال آلان جويس، الرئيس التنفيذي لشركة "كانتاس إيرويز"، مخاطباً إدارة الخطوط الجوية القطرية: "يمكنكم أن تنسحبوا طالما أنكم غير راضين"، وذلك رداً على تهديدات الخطوط الجوية القطرية المتكررة والمتجددة، بالانسحاب من الاتفاق العالمي لشركات الطيران، وسط نزاع حاد بسبب خطط توسع الشركة القطرية.
وصرح رئيس الخطوط الجوية الأسترالية لصحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأنه "لا ينبغي لأحد أن يبقى في تحالف طالما ساده الاعتقاد بأن ذلك التحالف لا يعمل لصالحه".
ومن المعلوم أن كلتا الشركتين جزء من اتفاق "وان وورلد"، وهو تجمع لمجموعة من أفضل شركات الطيران في العالم، منها شركة طيران كاثي باسيفيك.
وكان المدير التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، دأب منذ عدة سنوات على التهديد بالانسحاب من الاتفاقية. وقد جدد هذا التحذير الشهر الماضي، ثم كرر تعليقاته منتصف الأسبوع الماضي، مستشهداً برسالة تزعم أن شركة "كانتاس" قامت بتعميمها بين موظفيها، تهاجم فيها توغل شركة الطيران القطرية في أستراليا.
وقال الباكر، الذي دافع عن التوسع باعتبار أنه يتم بناءً على دعوة من الحكومة الأسترالية، إنه "لا يرى أي فائدة من البقاء في التحالف".
وفي أول تعليق علني له منذ أن تصدر الخلاف عناوين الصحف، قال جويس: "إننا بكل بساطة نسعى لتطبيق المنافسة العادلة. وهذا هو هدف كانتاس من المناقشات الثنائية بين الحكومة الأسترالية والدول الأخرى في مجال الطيران"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن لأحد أن يقول إن هناك خطأ في ذلك".
مطالب بالمنافسة العادلة
توضيحاً لما يقصده رئيس الخطوط الجوية الأسترالية بـ"المنافسة العادلة"، قال إن الفكرة العامة هي أن الشركات مستقلة اقتصاديًا، وليست مدعومة من قبل حكومة ما.
وأضاف: "لو كان قطاع الطيران العالمي خاضعًا لأحكام منظمة التجارة العالمية، لكانت هناك بعض حالات الإغراق ضد بعض الأطراف، وذلك من خلال التوجه لما هو أقل تكلفة، لإجبار الناس على الخروج من الخطوط والأسواق"، معرباً عن اعتقاده "أن هذه القواعد يجب أن تنطبق على أسواق الطيران".
وتعد اتفاقية "وان وورلد"، التي تضم 13 عضوًا أساسيًا، واحدة من اتفاقيات الطيران العالمية الثلاث الكبرى. أما الاتفاقيات الأخرى فتشمل "ستار ألاينس"، التي تضم بين كبار أعضائها الخطوط الجوية السنغافورية، واتفاقية "سكاي تيم"، التي تضم دلتا إيرلاينز بين شركات الطيران الرائدة فيها.
وعبر هذه التجمعات الكبيرة يشارك عملاء شركات الطيران الأعضاء في الامتيازات والمزايا، بما في ذلك الأميال الجوية للرحلات، واستخدام المرافق مثل صالة خاصة في المطارات، لكن يعد الجذب بخفض كبير للأسعار بالمقارنة مع الشركات المنافسة أو القيمة الفعلية للتكاليف مخالفاً لقواعد المنافسة العادلة.
بدائل أكثر وأفضل
أكد الرئيس التنفيذي لشركة "كانتاس" على أن عملاء الشركة لن يتعرضوا لأي خسارة أو ضرر بسبب هذا النزاع، لأن "كانتاس" لديها اتفاقات مع طيران الإمارات، المنافس الرئيسي للخطوط القطرية، جنباً إلى جنب مع الخطوط الجوية الفرنسية وشركة الخطوط الجوية الكويتية، سيمكنها من استبدال خسارة أي من الوجهات التي تخدمها فقط شركة الطيران التي يقع مقرها الدوحة.
وأوضح جويس: "يوجد الكثير من الآليات البديلة الأخرى، ويتوافر الكثير من الخيارات على شبكة كانتاس للوصول إلى نفس النقاط الأوروبية، التي كان يستخدم عملاؤها الخطوط القطرية للسفر إليها".
أما بالنسبة للتهديد بالانسحاب من اتفاقية "وان وورلد"، فقال جويس: "إذا قرروا المغادرة، فذلك لأنه لم يعد يعمل لصالحهم. ولا ينبغي لأحد أن يبقى في تحالف يعتقد أنه لا يعمل لصالحه. إذا شعرت القطرية بأنها تتحسن خارج "وان وورلد"، فإن الأمر متروك لها".