نبض لبنان

بعد رفضه التفاوض مع حفتر.. ما هو مستقبل مبادرة السراج؟

تقدم رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، بمبادرة لحل الأزمة السياسية تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية 2019، إلا أنه استبعد منها قائد الجيش، خليفة حفتر، رافضاً مشاركته في أي خطوة مقبلة، ما جعل عدداً من المراقبين والسياسيين يشككون في إمكانية نجاح هذه الخطوة، رغم الترحيب الأممي بها.

كما أثار هذا الأمر حفيظة حلفاء المؤسسة العسكرية وسكان المنطقة الشرقية، الذين رأوا في المبادرة استنقاصاً من قيمة الجيش الذي يحارب الإرهاب منذ سنوات عدة.

"جوهرها التشبث بالسلطة"

وفي هذا السياق، قال البرلماني، مصباح أوحيدة، لـ"العربية.نت"، إن مبادرة السراج "جوهرها التشبث بالسلطة واستثناء الأطراف الأخرى، خاصة مجلس النواب والمجلس الاستشاري، الذي نشأ منه المجلس الرئاسي، وسحب البساط من تحت أقدام القيادة العامة للجيش".

وشدد أوحيدة على أن "القيادة العامة للجيش مؤسسة مكلفة من مجلس النواب وليست شخصاً معيناً. كان لها الدور الأكبر في محاربة الإرهاب والقضاء على التشكيلات الإجرامية الخارجة عن القانون، كما ساهمت في استعادة الاستقرار إلى أغلب مناطق ليبيا".

"لا حوار ولا تفاهم"

من جانبه، قال البرلماني جبريل بن أوحيدة لـ"العربية.نت" إن "ليبيا مشكلتها أمنية قبل أن تكون سياسية"، مؤكداً أنه "لا حوار ولا تفاهم في ظل هيمنة الميليشيات وعصابات ومافيات الفساد على العاصمة طرابلس، والتي يتنافى وجودها مع قيام الدولة".

كذلك أشار إلى أن السراج يسعى من وراء مبادرته إلى "خلط الأوراق بعد تقدم الجيش الليبي نحو العاصمة طرابلس وسيطرته على أكثر من 90% من مساحة ليبيا، في محاولة منه لإقصاء هذه القوة التي يدعمها ويقف وراءها أغلب الليبيين".

3 شروط لمبادرة ناجحة

وبتبنى البرلماني صالح أفحيمة، نفس هذا التوجه، لافتاً في تصريح لـ"العربية.نت"، إلى أن "الالتزام بالتشريعات الليبية وعدم الاستقواء بالأجنبي في الانقلاب على الشرعية المحلية لاغتصاب السلطة، إضافة إلى إنهاء المظاهر المسلحة من خلال تسليم الميليشيات أسلحتها للجيش والشرطة، هي الشروط الثلاثة لأي مبادرة ناجحة"، معتبراً أنه "طالما أنها لم تتوفر في مبادرة السراج، فهي مرفوضة".

من جهته، يعتقد الباحث والناشط السياسي، فرج فركاش، أن "السراج تشاور مع الأطراف الداخلية والخارجية قبل إطلاق المبادرة"، التي "تحتاج أهم شيء إلى موافقة الأطراف التي ما زالت فاعلة على الأرض، وأهمها خليفة حفتر".

وقال فركاش في تصريح لـ"العربية.نت": "لا أحد ينكر أهمية حفتر في المعادلة السياسية الليبية، بالنظر إلى مؤيديه في الشرق وداعميه الدوليين والقوة العسكرية التي يقودها، وهو واقع يجعل من الصعب على السراج وقوات حكومة الوفاق تحجيم دوره وإبرازه على أنه ليس الطرف الرئيسي في المعادلة"، مضيفاً أن مبادرة السراج "احتوت على توازنات ورسائل للداخل والخارج ووضعت الكرة في ملعب حفتر".

وتحدث الناشط الحقوقي، سراج الدين التاورغي، لـ"العربية.نت"، عن حالة التخبط والارتباك التي يعيش فيها السراج وفريقه الحكومي والحلقة المفرغة التي دخل فيها مع تقدم قوات الجيش الليبي نحو العاصمة، وتتالى هزائم الميليشيات، معتبراً أن ذلك "انعكس على مضمون المبادرة التي اقترحها، والتي أقصى فيها الطرف الرئيسي للتسوية في ليبيا".