نبض لبنان

"إجازة أمنية" وعرس داعشي.. هكذا سقطت الموصل في الظلام

في العاشر من يونيو من كل عام، يسترجع العراقيون ذكرى سقوط مدينة الموصل تحت راية داعش .

5 أيام كانت كافية لينقض داعش على تلك المدينة العراقية. بدأ اليوم الأول في الخامس من يونيو 2014 بهجوم التنظيم الإرهابي على مدينة سامراء للمناورة، واستمر بمعارك كر وفر حتى التاسع من ذات الشهر ، وفي صبيحة اليوم العاشر سقطت المدينة الأكثر عددا في العراق بعد العاصمة بغداد ، تحت راية الظلام.

ففي صبيحة العاشر من يونيو/حزيران تمكن داعش من السيطرة على مدينة الموصل، وكذلك على منشآت حيوية عديدة، أهمها مبنى محافظة نينوى ومطار المدينة وقنوات تلفزيونية من قناة نينوى الغد. وأعقب ذلك إطلاق اكثر ألف سجين من سجن بادوش.

اتهامات للمالكي

وحملت أطراف عراقية مسؤولية سقوط المدينة إلى رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، نتيجة اعتماده على قيادة عمليات نينوى التي لم تكن تطلع مجلس المحافظة على الخطط، فضلاً عن وجود ساحات الاعتصام التي مهدت لدخول داعش .

واتهم المالكي في حينه بأنه يستمع إلى تقارير استخباراتية من القيادات الأمنية، دون القاء ىذان صاغية للقيادات المدنية في المحافظة، ومنها محافظ المدينة الاسبق اثيل النجيفي.

أعداد كبيرة من القوى الأمنية مقابل 3000 داعشي

وبحسب المعلومات التي كانت متوفرة آنذاك كانت هناك عدة فرق عسكرية وعدد كبير من القوات الأمنية مهمتها الحفاظ على مدينة الموصل ومنها الفرقة الثانية وتعدادها 15000 مقاتل، بالإضافة إلى الفرقة الثالثة، وتعدادها 15000 مقاتل وفرقة من الشرطة الاتحادية يقدر عددها بـ 10000 عنصر، فضلاً عن 30000 من الشرطة المحلية، وكان جميع العناصر والمقاتلين مزودين بالأسلحة المختلفة المتوسطة والخفيفة والثقيلة .

أما في الجهة المقابلة، فلم يتخطى عناصر داعش الـ3000 مقاتل من داعش، اقتصرت أسلحتهم على السيارات المفخخة والانتحاريين وبعض الأسلحة التي سيطروا عليها أثناء هروب عناصر القوات الامنية من مواقعهم .

" غزوة أسد الله البيلاوي"

وقد أطلق التنظيم الإرهابي على معركة الموصل اسم "غزوة أسد الله البيلاوي" والبيلاوي هو الذي كان يفترض أن يقود المعركة قبل أن يقتل، وهو من عشيرة البوبالي، من قبيلة الدليم من محافظة الأنبار العراقية.

وإثر سقوط المدينة، استولى التنظيم على 2300 عربة عسكرية مصفحة أميركية الصنع، والكثير من الأسلحة والعتاد التي كانت الولايات المتحدة الأميركية قد جهزت العراق بها.

قوات من الشرطة العراقية تقاتل داعش في غرب الموصل
وزير داعشي فضح الخطة

من جانبه، قال السياسي العراقي المستقل غانم العابد للعربية.نت:" إن سيطرة داعش على الموصل لم تكن مفاجئة للقوات الأمنية، بل كانت معلومة لكل من القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت، نوري المالكي، ووزارة الدفاع وكل القيادات الأمنية الموجودة في الموصل، فعندما اعتقلت القوات الأمنية في الموصل، وزير شؤون الأسرى والمعتقلين لدى تنظيم داعش، عوف عبد الرحمن، في أبريل (نيسان) من عام 2014 أي قبل سيطرة التنظيم على الموصل بشهرين، اعترف هذا الوزير الداعشي أن أمرًا سيحدث في بداية يونيو (حزيران) من نفس العام داخل الموصل.

وتابع:" على خلفية اعترافاته حُددت 6 معسكرات سينطلق منها هجوم داعش باتجاه الموصل، وكانت تقع في منطقة ري الجزيرة القديم وجنوب منطقة الحضر (غرب الموصل)، واستطلع الطيران العراقي في 14 مايو المناطق المحددة حسب اعترافات عبد الرحمن، وتبين أن المعلومات صحيحة"

إجازة قائد عمليات نينوى.. و"عرس داعش"

إلى ذلك، أضاف أن دائرة استخبارات نينوى أبلغت قيادة العمليات بتاريخ 20 مايو أن التنظيم سينفذ عمليات واسعة ضمن مركز المحافظة، وغايته نقل المعارك من محافظة الأنبار إلى الموصل، بعد أن اشترى عددًا كبيرًا من السيارات وكميات من الأسلحة، وجهز مواقع حديثة في منطقتي الجزيرة والبادية في عملية أطلق عليها التنظيم اسم "العرس".

عناصر من مقاتلي داعش في الموصل

كما أكد أن دائرة الاستخبارات اقترحت في حينه مجموعة مقترحات لصد الهجوم، تمثلت في تعزيز القوات الأمنية في منطقة الجزيرة، وتنفيذ عملية مشتركة من قبل قيادات عمليات نينوى والبادية وصلاح الدين والأنبار ضد التنظيم، ومسك الحدود بطريقة صحيحة.

ولفت العابد إلى أن مدير استخبارات نينوى أكد في الأول من يونيو أن الهجوم المرتقب لداعش لن يستهدف الموصل فحسب، بل سيشمل عدة محافظات، لكن رغم كل هذه التحذيرات والمعلومات، أخذ قائد عمليات نينوى، مهدي الغراوي بتاريخ 3 يونيو، إجازة.

كما أكد أن "القوات الأمنية العراقية ارتكبت خطأ فادحًا عندما اعتقدت أن قتلها القيادي في «داعش» أبو عبد الرحمن البيلاوي، قبل أيام من موعد الهجوم أحبط هجوم التنظيم المرتقب على الموصل، لكن هذا لم يحصل وحدث ماحدث."

أسباب كثيرة أسقطت الموصل

من جهته، أوضح عضو مجلس محافظة نبنوى عويد الجحيشي للعربية.نت "أن أسبابا كثيرة أدت إلى سقوط الموصل، منها أن القوات الأمنية آنذاك كانت في واد والمواطن الموصلي في وادي آخر ، ناهيك عن العلاقة بين الحكومة المحلية من جهة والحكومة المركزية والقوات الأمنية من جهة أخرى، ما أدى إلى تدهور الأوضاع والتمهيد لسيطرة داعش على المدينة وفرض نظامه الإرهابي على المواطنيين فيها .