نبض لبنان

عسكريون وأميركيون.. لماذا تؤجل حماس الإفراج عنهم؟


توقع خبراء بعد انتهاء الهدنة الحالية بين إسرائيل وحماس، وجولة حرب تعقبها، مقاوضات أشد مما سبقها حول العسكريين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، ورفضت التفاوض بشأنهم في اتفاق الهدنة الأول.

ولم تتضمن قوائم الأسرى الجاري مبادلتهم بين الحركة وإسرائيل أي جندي إسرائيلي، وقالت تقارير إسرائيلية إن حماس رفضت تماما التفاوض الآن على إطلاقهم؛ ليكونوا ورقة حاسمة في مفاوضات مقبلة.

كما قال البيت الأبيض، الإثنين في بيان، إنه يعتقد بوجود حوالي 10 أميركيين مازالوا محتجزين في غزة، وهو رقم ليس ببعيد عما تم الإعلان عنه مع بداية المعارك في غزة 7 تشرين الأول؛ إذ قال حينها إنه من 10 إلى 15 أميركيين محتجزين هناك.

ويوضح محلل سياسي وخبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية” لماذا رفضت حماس إدارج العسكريين في تبادل الأسرى الجاري، وكيف يمكن أن تستغل ذلك، بجانب المحتجزين الأميركيين، كورقة ضغط تحصد بها مكاسب كبيرة في المفاوضات القادمة.

يتوقع الباحث في الشأن الفلسطيني، صلاح جمعة، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، صلاح جمعة، جولة مفاوضات جديدة بين حماس وإسرائيل تقتصر على الجنود.

ويقول إنه خلال المفاوضات الماضية بشأن الهدنة، ضغطت إسرائيل للإفراج عن العسكريين، لكن اتفاق الهدنة خرج يخص الأطفال والنساء؛ حيث قالت حماس إن مبدأ 3 أسرى فلسطينيين مقابل أسير إسرائيلي (الذي تم على أساسه اتفاق التبادل الجاري) غير مقبول نهائيا بالنسبة للعسكريين.

وأرجع موقف حماس إلى أنها تشترط تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين كشرط لدخول العسكريين في اتفاق التبادل، فيما كانت تل أبيب تتوقع أن الضغط بعملياتها العسكرية قد يجبر الحركة على القبول بالإفراج عن العسكريين، ولكن هذا لم يحدث.

أما إن تمت المفاوضات بشأن العسكريين، فيرجح جمعة أنه سيتمخض عنها كذلك هدنة طويلة، يعقبها وقف إطلاق النار، وبعدها يتم عقد مؤتمر لبحث الوضع في غزة وسبل إجراء انتخابات ودمج غزة والضفة تحت سلطة واحدة.

ويختتم الصحفي المصري بقوله إن “ورقة الأسرى العسكريين ورقة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، وبالتأكيد ستستغلها حركة حماس”.

لا يستبعد من جهته، المحلل العسكري، جمال الرفاعي، أن تقدم تل أبيب تنازلات في تلك المفاوضات الجديدة حول أسراها العسكريين، قائلا لـ”سكاي نيوز عربية” إنه منذ نشأة إسرائيل وهي دائما تسعى خلال حروبها لعدم بقاء أسراها في أيدي أعدائها، ولو بتقديم “تنازلات كبيرة”.

ويضرب مثلا بصفقة عام 2011، حين وافقت على الإفراج عن أكثر من ألف فلسطيني مقابل إفراج الفلسطينيين عن الجندي الإسير جلعاد شاليط (بوساطة مصرية).

ويعتبر على هذا الأساس، الرفاعي أن حماس “لديها ورقة رابحة الآن قد تنهي الحرب، وتخرج إسرائيل مهزومة، وهي ورقة المحتجزين العسكريين، بجانب ورقة هامة أيضا وهي الأميركيين المحتجزين لديها، وهو ما يجعلها تجلس على كرسي المفاوضات بشكل أكثر أريحية”.

توقع بدوره، أن تطلب حماس خلال المفاوضات “وقف إطلاق النار، والدخول في هدنة طويلة، وقد تطلب مؤتمرا عربيا ودوليا لإعادة إعمار غزة”. في ذات الوقت، فإن الخبير العسكري ينتظر مواجهات عسكرية قادمة “لا محالة” بين إسرائيل وحماس بعد انتهاء الهدنة الحالية.

اختطفت بحسب الجيش الإسرائيلي، حماس 240 إسرائيليا وأجنبيا في هجومها الذي شنته على مستوطنات إسرائيلية قرب قطاع غزة في 7 تشرين الأول الماضي.