مُنِي المحافظون البريطانيون بخسائر كبيرة، أمس الجمعة، في الانتخابات المحلية التي جرت في إنكلترا الخميس، وكانت أول اقتراع منذ تولي ريشي سوناك رئاسة الوزراء، مما ينذر بالسوء للحزب الحاكم في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وبعد الاقتراع لتجديد المجالس البلدية، مُني المحافظون الذين يحكمون البلاد منذ 13 عاماً بخسائر كبيرة في المعاقل التقليدية لليمين البريطاني.
وفي تعليق على شبكة سكاي نيوز، قال سوناك إنّ “خسارة مستشارين يبذلون جهوداً شاقّة أمر محبط دائماً”، مكرّراً وعوده على المستوى الوطني بشأن الاقتصاد والصحة ومكافحة الهجرة غير القانونية.
لكنّه تعهّد المضي قدماً في الاهتمام “بأولويات الناس”، بما في ذلك خفض معدل التضخّم، الذي تجاوز 10 بالمئة، إلى النصف واستئناف النمو الاقتصادي ووقف قوارب المهاجرين التي تعبر القناة.
وبعد فرز أصوات المقترعين في 219 من 230 مجلس محلي جرت انتخابات تجديدها، خسر المحافظون أكثر من ألف ممثل منتخب، وفق أرقام شبكة “بي بي سي”.
من جهته، فاز حزب العمال الذي يأمل في أن ينجح زعيمه كير ستارمر في تولّي رئاسة الحكومة بعد الانتخابات العامة المقرّرة في نهاية السنة المقبلة، بـ513 مقعدا، الا أنه لم يكن المستفيد الوحيد من تراجع المحافظين.
وأوصل الليبراليون الديموقراطيون (وسط) 409 ممثلا منتخباً، مقابل 238 لحزب الخضر الذي تمكّن للمرة الأولى في تاريخه من حصد الغالبية في مجلس محلي، وذلك في ميد سوفولك (شرق).
وفاز حزب العمال بالمجلسين المحليين لبليموث (جنوب) وستوك أون ترينت (شمال)، “عاصمة” بريكست التي صوّت 69 بالمئة من ناخبيها لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي في 2016.
وخسر المحافظون أيضاً المجلس المحلّي في هيرتسمير بشمال غرب لندن، حيث يشغل نائب رئيس حكومتها أوليفر دودن مقعداً نيابياً.
وقالت منسّقة الحملة الوطنية لحزب العمّال شبانة محمود إنّ “هذه النتائج تشكّل كارثة لريشي سوناك الذي يعاقبه الناخبون على إخفاقات المحافظين”.
وتوقّع حزب العمّال تحقيق تقدّم بنسبة 8 بالمئة على الأقلّ على المحافظين، وهو فارق يرى أنّه سيترجم بفوز إذا تكرر في الانتخابات التشريعية التي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم واضح للعماليين فيها.
من جهته، عبّر زعيم الديموقراطيين الليبراليين إيد ديفي عن سعادته.
وقال، “تجاوزنا كل التوقعات”، مرحّباً بالضربة التي تلقّاها “الجدار الأزرق” المحافظ، في إشارة إلى مجموعة من الدوائر الانتخابية البرلمانية في جنوب إنكلترا تصوّت تقليدياً لحزب المحافظين لكنّها عارضت بريكست.