كافح سكان قرية ديميدف، شمال كييف التقدم الروسي بحيلة لا تخطر على بال. فقد أطلقوا المياه من سد لتوليد الطاقة الكهرومائية، ما أدى إلى إغراق القرية، محققين انتصاراً تكتيكياً، بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
وغمر السكان القرية بالمياه عمداً، جنباً إلى جنب مع مساحات شاسعة من الحقول والمستنقعات حولها، مما خلق مستنقعاً أحبط هجوماً بالدبابات الروسية على كييف، ووفر للجيش الأوكراني وقتاً ثميناً لإعداد دفاعاته.
كما حمت مستنقعات المياه العاصمة كييف، لكنه ساعد أيضاً في حماية ديمديف نفسها، التي كانت تقع على مقربة من القوات الروسية المرابطة في الحقول التي غمرتها المياه.
وعلى الرغم من قيام الجنود الروس بدوريات في القرية، إلا أنها لم تصبح أبداً خطاً أمامياً في المعركة، وقد نجت من المصير القاتم للبلدات الواقعة في الجنوب.
من جهتهم، قال المسؤولون والجنود الأوكرانيون إن هذه الخطوة كانت فعالة بشكل خاص، حيث خلقت بحيرة ضحلة مترامية الأطراف أمام القوات الروسية.
ولعبت الفيضانات التي سدت الحافة الشمالية من كييف على الضفة الغربية لنهر دنيبرو دورا محورياً في القتال في مارس الماضي، حيث صدت القوات الأوكرانية المحاولات الروسية لمحاصرة كييف ودفعت الروس في النهاية إلى التراجع.
كذلك، خلقت المياه حاجزا فعالا أمام الدبابات ووجهت القوة الهجومية إلى الكمائن والأماكن الحضرية الضيقة في سلسلة من البلدات النائية مثل هوستوميل وبوتشا وإيربين.
وحدت أيضاً من نقاط العبور المحتملة على أحد روافد نهري دنيبرو وإيربين. في النهاية، حاولت القوات الروسية عبور ذلك النهر ست مرات دون جدوى، باستخدام جسر عائم والقيادة عبر منطقة مستنقعات، كل ذلك في مواقع غير مواتية وتحت نيران المدفعية الأوكرانية.
يشار إلى أن ما حدث في دميديف لم يكن مستبعداً، فمنذ الأيام الأولى للحرب، عمد الأوكرانيون لإحداث الخراب في أراضيهم، غالباً عن طريق تدمير البنية التحتية، كوسيلة لإحباط تقدم الجيش الروسي بأعداده المتفوقة وأسلحته.
في حين قام الجيش الأوكراني في أماكن أخرى من البلاد ودون تردد، بتفجير الجسور وقصف الطرق وتعطيل خطوط السكك الحديدية والمطارات.
وكان الهدف هو إبطاء التقدم الروسي، وتوجيه قوات روسيا إلى الفخاخ وإجبار الدبابات الروسية للتوجه إلى التضاريس الأقل ملاءمة.