نبض لبنان

أبراموفيتش يهرب من عقوبات أميركا إلى دبي!

أعلنت وكالة Bloomberg الأميركية في تقرير نشرته يوم الجمعة 24 آذار 2022 إن سماسرة العقارات في أرقى أحياء دبي، يقولون إنَّ الاستفسارات من الروس الباحثين عن الفيلات والشقق ترتفع ارتفاعاً هائلاً؛ ومن بينهم: رومان أبراموفيتش، رجل الأعمال الذي يملك نادي تشيلسي لكرة القدم.

إذ إنه ورغم أنَّ مكان وجود الملياردير الروسي غير معروف علناً، لكنه كان يبحث في الأسابيع الأخيرة عن منزل في نخلة جميرا بدبي- وهي جزيرة من صنع الإنسان على شكل نخيل تنتشر فيها المساكن الفاخرة- وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.

في حين يمثل اهتمام رجل الأعمال بالإمارة أحدث علامة على تدفق المزيد والمزيد من الروس إليها؛ في الوقت الذي تفرض فيه السلطات القضائية في وجهاتهم المفضلة الأخرى عقوبات على بعض المواطنين الروس وتتجنبهم.

من جانبهم، يقول محامو رجال الأعمال الروس إنَّ بعضهم يحاول نقل أصول إلى الإمارات العربية المتحدة. وحددت مواقع الطيران المتخصصة الطائرات النفاثة التابعة لأباطرة الأعمال الروس، بما في ذلك طائرة أبراموفيتش، القادمة إلى المدينة، على الرغم من عدم معرفة من كان على متنها بالفعل. فرضت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على أبراموفيتش، لكن الإمارات لم تفرِض أية عقوبات.

كانت الإمارات قد اتخذت موقفاً سياسياً حذراً يهدف إلى الحفاظ على علاقاتها مع روسيا؛ الأمر الذي فاجأ المسؤولين الغربيين. وامتنعت الدولة الخليجية عن التصويت على قرار بقيادة الولايات المتحدة في أواخر شباط 2022 لإدانة العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قائلة إنَّ نتيجة التصويت كانت محسومة بالفعل.

بينما تُصَادر اليخوت العملاقة والممتلكات والطائرات التي يُعتقَد أنَّ لها صلات بالكرملين في جميع أنحاء أوروبا، لا تزال الرحلات الجوية المباشرة تهبط من موسكو في دبي، حيث لم تُفرَض عقوبات.

شيراج شاه، مؤسس شركة الاستشارات 1 International FinCentre Associates، الذي كان سابقاً الرئيس التنفيذي للاستراتيجية وتطوير الأعمال في المنطقة الحرة المالية بدبي، تحدث عن قدرة الإمارة عامةً على تجاوز الاضطرابات العالمية من الحروب إلى السياسة إلى وباء فيروس كورونا المستجد. وقال: “في دبي، هناك مقولة قديمة: حينما تكون الأوضاع جيدة في المنطقة، نؤدي أداءً جيداً، وحينما تحل كارثة، يكون أداؤنا جيداً جداً”.

في حين تعد دبي بالفعل وجهة مفضلة للعديد من الروس، إذ تجذب عشرات الآلاف من السياح الروس كل شهر. والمثلجات الروسية تباع في مشروع التنمية الشهير، لا مير، المطل على الشاطئ في المدينة. وتتوفر الأطباق الشهية مثل الكريمة الحامضة والجبن القريش على الطريقة الروسية في بعض متاجر البقالة.

من جانبها قالت داريا نيفسكايا، الشريكة في شركة FTL Advisers القانونية التي تتخذ من موسكو مقراً لها، والتي تقدم خدماتها للروس الأثرياء: “حتى الروس الذين لديهم مصادر دخل شفافة وليس لديهم صلات بسلطات الدولة يخشون على رجال الأعمال الخاضعين للعقوبات أو مصادرة ممتلكاتهم. لذا يحاول بعض الأثرياء الروس إعادة هيكلة ملكية أصولهم حتى لا يتعرضوا للمطاردة”.

فيما سافرت نيفسكايا نفسها إلى دبي مؤخراً، لأنَّ الشركة شهدت زيادة في الطلب من الروس لتسجيل الشركات في الإمارات العربية المتحدة للاحتفاظ بأصولهم، بما في ذلك الأصول المالية، على حد قولها.

تبدو جاذبية الإمارات المتزايدة للأثرياء الروس واضحة أيضاً. فقد أفادت صحيفة Kommersant الروسية، نقلاً عن مجموعة Golden Brown Group العقارية، بأنَّ الطلب من الروس على العقارات في دبي ارتفع بنسبة 40% حتى الآن في مارس/آذار مقارنة بشهر فبراير/شباط 2022.

المحامية نيفسكايا قالت كذلك إنَّ الطريقة الشائعة للروس للحصول على تأشيرة إقامة في الإمارة هي شراء عقارات بقيمة 5 ملايين درهم (1.5 مليون دولار)، في حين أنَّ الخيار الأرخص هو الحصول على تأشيرة إقامة عن طريق فتح شركة.

كما قالت بولينا كوليشوفا، من شركة استشارات الإقامة والجنسية Henley & Partners: “إذا تحدثنا بالأرقام المطلقة عن الإقامة في الإمارات العربية المتحدة، فقد زاد الطلب بنسبة 100%” من الروس.