قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأحد 6 آذار 2022، إن وزير الداخلية الإسباني دافع عن سلوك رجال الشرطة الذين جرى تصويرهم وهم يعتدون بالضرب على شابٍ إفريقي من منطقة جنوب الصحراء ويرشونه برذاذ الفلفل، بينما كان يحاول تسلق السياج الحدودي الفاصل بين المغرب ومدينة مليلية الإسبانية في شمال إفريقيا.
الوزير في تصريحاته، كذلك، أصر على أن استخدام الضباط للقوة كان “متناسباً مع الموقف”.
إذ انتشر قبل أيام، مقطع فيديو لنحو 3700 شخص وهم يحاولون تسلق السياج البالغ طوله نحو ستة أمتار على مدار يومين. ففي يوم الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، حاول عددٌ غير مسبوق يقدر بـ2500 شخص تسلُّق السياج الحدودي، بينما نجح 491 منهم في اجتيازه. وفي اليوم التالي، حاول 1200 شخصٍ اجتياز السياج، ونجح 380 منهم في مهمتهم.
جرت الواقعة في وقتٍ تُعِدُّ خلاله إسبانيا على عجل، نظاماً لاستقبال الفارين من الحرب في أوكرانيا، مما عرَّضها للانتقاد بواسطة جماعات حقوق الإنسان ولفت انتباه أمين ديوان المظالم الإسباني.
لكن الحكومة الإسبانية قالت إن “مستوى العدائية” الذي أظهره بعض من حاولوا عبور السياج إلى مليلية كان غير مسبوق، وذكرت أن 60 من ضباط الحرس المدني والشرطة الوطنية تعرُّضوا للإصابة يومي الأربعاء والخميس، إلى جانب 52 من المهاجرين.
في حين قال مندوب الحكومة بالمدينة إن بعضهم كان يحمل مسامير مثبَّتة في حذائه؛ لمساعدته على تسلُّق السياج، مما شكَّل “خطراً كبيراً” على رجال الشرطة.
كما أظهرت لقطات الواقعة، التي صوَّرتها القناة الرسمية الإسبانية RTVE، رجلاً يتعرض للضرب في أثناء نزوله وبمجرد ملامسته للتراب الإسباني، قبل أن يعتدي عليه خمسة رجال شرطة على الأقل في أثناء تثبيته أرضاً.
بينما قالت فيرجينيا ألفاريز، خبيرة شؤون اللاجئين والهجرة في منظمة العفو الدولية بإسبانيا، إنّ الصور كانت مزعجةً للغاية بالتزامن مع استعداد إسبانيا لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين.
في حين قالت جمعية أندلسية لحقوق الإنسان إن الحكومة الإسبانية عليها تقديم تفسيرٍ للواقعة “وعمليات الرد (الإعادة الموجزة) التي تجري حالياً”.
من ناحيته قال أمين ديوان المظالم الإسباني أنخيل غابيلوندو، إنه طلب من الحكومة معلوماتٍ أكثر حول “ما يبدو كأنه استخدامٌ غير متناسب للقوة من جانب الضباط. يجب أن تجري إدارة الحدود بما يحترم الحقوق الأساسية للجميع، سواءً كانوا من وكلاء السلطة أو الأشخاص الذين يحاولون دخول التراب الوطني”.
لكن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي-مارلاسكا، وصف وقائع اختراق الحدود بأنها “شديدة العنف” في أثناء حديثه خلال زيارةٍ لمليلية يوم السبت 5 آذار 2022، قائلاً إنهم استخدموا الخطافات، والعصي، والمطارق في العبور.
أردف الوزير أيضاً أن مستوى العنف الذي تحملته الشرطة كان واضحاً على الخوذات المتشققة والدروع البالستية المحطمة التي اطلع عليها.
في السياق ذاته أوضح الوزير غراندي-مارلاسكا أنّ رجال الشرطة ظلوا ملتزمين بالقانون طوال الوقت، وكان ردهم “متناسباً” مع الموقف.
في حين قال كذلك وزير الداخلية الإسباني: “لا يمكن لدولةٍ ديمقراطية تحترم سيادة القانون أن تسمح بالهجوم العنيف على حدودها، التي تمثل في هذه الحالة حدود الاتحاد الأوروبي أيضاً. كما لا يمكنها السماح بالاعتداء على موظفي الخدمة العامة في الحرس المدني والشرطة الوطنية، الذين يوفرون المساحة الضرورية لنا جميعاً من أجل ممارسة حقوقنا وحرياتنا”.