فيما يفتح التأهيل نافذة لشباب الصومال للهروب من الجهاديين وكوابيس القتل تلاحق المنشقين عن حركة الشباب الصومالية، فإن الفقر والبطالة وانعدام الأمن وفقدان الشعور بالإنسانية، جميعها تشكّل وصفة مثالية لـ "حركة الشباب الصومالية" التي تستقطب الشباب داخل البلاد وخارجها، وتعدهم بتطبيق الشريعة الإسلامية، قبل أن يكتشف هؤلاء أنهم وقعوا في فخ كبير، فيبحثون عن فرصة للهروب.
لمْ تعدْ حركةُ الشبابِ الصوماليةُ المتشددةُ التي تأسستْ العام 2007 متماسكة منذُ أنْ كثفتِ القواتُ الصوماليةُ والأفريقيةُ هجماتِهَا عَلَى مَعاقلِ الحركةِ فِي جنوبِ الصومالِ، إضافةً إلَى غَاراتِ الطائراتِ الأميركيةِ. كذلك الحركة اصطدمَتْ بقبائلَ عدة بعدما فرضِت إتاواتٍ أو ما تُعرف محلياً بالزَكوات عَلَى مَواشِيهِمْ وهو ما أَدَّى إلَى ظهورِ ميليشياتٍ قبليةٍ مسلحةٍ؛ ليصبحَ مقاتلُو الشبابِ يحاربون على أكثرَ مِنْ جبهةٍ ما أدَّى إلَى تقلصِ نفوذِهَا فِي كثيرٍ مِنَ المناطقِ فِي جَنوبِ البلادِ، فتزايدت الانشقاقات في صفوفها. الفقرُ، والبطالةُ المنتشرةُ فِي صفوفِ شباب الصومال، التي تبلغُ نسبتُهَا سبعينَ فِي المائةِ، عاملانِ رئيسانِ يدفعانِ الفتيةَ إلَى الارتماءِ فِي أحضانِ الحركةِ الجهاديةِ، التي تعدُهُمْ بإغراءاتٍ ماليةٍ قبلَ أنْ يتمَّ غسلُ أدمغتهم فِي مراكزَ مخصصة. غيرَ أنَّ الإكراهَ أصبحَ السلاحَ الوحيدَ، الذي تستخدمُهُ الحركةُ فِي الآونةِ الأخيرةِ لتجنيد الفتية، بَعدَ فشلها في نشرِ فكرِهَا؛ بسببِ هجماتِهَا التي لا تميزُ بينَ عسكريٍّ ومدنيّ.
مادة اعلانية
فرار مقاتلِي الحركةِ فِي الفترةِ الأخيرةِ واستسلامِهِم للحكومةِ ظاهرةٌ لافتةٌ. واستغلالًا لذلكَ صدرت مراسيم رئاسية بالعفو عنْ كلِّ منْ يتخلَى عنْ فكرِ الحركةِ طواعيةً. في المقابل نبّه مسؤولون أمنيون منْ خطورةِ التهاونِ معَ "التائبين"، لأنهم يتفاوتون بين من هو عالِي الخطورة ومن هو منخفض الخطورة.