نبض لبنان

تعزيزات أمنية لتأمين العاصمة الإثيوبية.. وقوات تيغراي تقترب

يستمر القتال بين قوات تحرير شعب تيغراي والجيش الإثيوبي، فيما تقترب الجبهة من العاصمة الإثيوبية بعد السيطرة على مناطق هامة قرب عاصمة إقليم تيغراي، فيما أكّد مسؤولون في أديس أبابا خلال اجتماع مع دبلوماسيين أنّ قوات الأمن التي تضمّ مجموعات من الشبّان تعمل على ضمان أمن العاصمة.

وتعتزم الأمم المتحدة إجلاء عائلات موظفيها الدوليين من إثيوبيا بحلول الخميس، فيما دعت فرنسا الثلاثاء رعاياها إلى مغادرة البلاد التي يشهد شمالها منذ أكثر من عام حرباً بين القوات الحكومية وقوات جبهة تحرير شعب تيغراي، فيما حذر المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان من تعرض الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في إثيوبيا للخطر بسبب التصعيد العسكري.

مادة اعلانية

وفي وثيقة داخلية، طلبت أجهزة الأمن التابعة للأمم المتحدة من المنظمة "تنسيق عمليات الإجلاء والحرص على مغادرة جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممّن يحقّ لهم ذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021".

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّه "نظراً إلى الأوضاع الأمنية في البلاد" قرّرت الأمم المتحدة "تقليص بعثتها في البلاد عبر إجلاء مؤقّت" لكلّ الأشخاص التابعين لها.

مغادرة إثيوبيا

وكانت دول عدّة من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حضّت رعاياها على مغادرة إثيوبيا حيث لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن انتزاع وقف لإطلاق النار.

وتزامنا، قالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسمياً لمغادرة البلد في أقرب وقت".

وأشارت السفارة الفرنسية إلى أنّها اتّخذت قرارها هذا على ضوء "تطوّر الأوضاع العسكرية"، مؤكّدة أنّها تسعى إلى تسهيل مغادرة الرعايا بحجز مقاعد لهم على رحلات تجارية وسينظّمون"في حال الضرورة" رحلة تشارتر، بحسب ما جاء في الرسالة الإلكترونية.

ووفقاً للسفارة الفرنسية يقيم أكثر من ألف فرنسي في إثيوبيا.

ولم يستبعد مسؤول في السفارة الفرنسية "مغادرات طوعية لموظفين من السفارة، وخصوصاً ممن لديهم عائلات".

عناصر موالية لجبهة تحرير شعب تيغراي

"تطورات مقلقة"

هذا وحذر المبعوث الأميركي إلى منطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان من تعرض الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة في إثيوبيا للخطر بسبب التصعيد العسكري.

وأضاف فيلتمان أنه يوجد تقدمٌ نحو التوصل لحل دبلوماسي بين الحكومة وجبهة تحرير تيغراي، إلا أن التطورات المقلقة على الأرض قد تقوض هذا التقدم.

من جانبه أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد التوجه بنفسه إلى الجبهات لقيادة جيشه في "القتال ضد المتمردين".

الطوارئ لستة شهور

وكانت الحكومة الاتّحادية الإثيوبية أعلنت في 2 نوفمبر حالة الطوارئ لستّة أشهر في سائر أنحاء البلاد ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم في ظلّ تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي وحلفائهم نحو العاصمة.

لكنّ السلطات تؤكّد في الوقت نفسه أنّ ما تعلنه قوات تيغراي من تقدّم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.

وأرسلت أديس أبابا في خريف 2020 قواتها إلى تيغراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مواقع للجيش الاتّحادي.

وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن أبي أحمد النصر في 28 نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدّموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

رئيس الوزراء أبي أحمد

تحالفات

كما تحالفت الجبهة مع مجموعات أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.

وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت، التي تبعد مسافة 220 كلم إلى شمال شرق أديس أبابا برّاً، وهو ما لم تشأ الحكومة الإدلاء بأي تعليق بشأنه.

ويُعتقد أنّ بعض مقاتلي الجبهة وصلوا إلى ديبري سينا، على بعد نحو 30 كلم عن أديس أبابا، بحسب ما قال دبلوماسيون أُبلغوا بمستجدّات الوضع الأمني.

وبحسب الأمم المتحدة تتهدّد المجاعة مئات الآلاف في تيغراي من جرّاء النزاع الذي أسفر أيضاً عن آلاف القتلى وأكثر من مليوني نازح.

والثلاثاء أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في جنيف عن إطلاق عملية "كبرى" لتقديم المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 450 الف شخص في ديسي وكومبولشا في شمال إثيوبيا.