أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي بافتتاح قمة قادة دول مجموعة العشرين في العاصمة الإيطالية روما اليوم السبت، الجائحة فرقت بيننا، وعززت من أهمية التكاتف وتقوية التعاون في مجالات التطعيم، وتعزيز القدرات محليا ودوليا.
وأضاف دراغي أن جائحة كورونا لم تنته بعد وهناك تفاوت في توزيع اللقاحات، موضحا أن الدول الفقيرة قامت بالتطعيم ضد كورونا بنسبة تصل إلى 3%.
مادة اعلانية
يناقش القادة الذين التقطوا صورة تذكارية مسائل تراوح بين مكافحة وباء كوفيد-19 وإنعاش الاقتصادي العالمي وخصوصاً مسائل المناخ. لكن لا يعرف إن كانوا سيتمكنون من توجيه رسالة إيجابية قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف كوب26 في غلاسكو.
وأشار دراغي إلى تخصيص 650 مليار دولار، على المستوى الاقتصادي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد في روما أن "الطريق لا يزال أمامنا طويلاً على صعيد كل أهدافنا المناخية وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن"، وفق فرانس برس.
كما أوضح أنه "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك".
إلى غلاسكويشار إلى أنه سبق لغوتيريش أن دق ناقوس الخطر مرات عدة محذراً من "كارثة مناخية" في المستقبل، مشدداً على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة.
وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما. إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة.
يذكر أن رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي كان دعا في مطلع أكتوبر إلى "التزام مجموعة العشرين ضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1.5 درجة مئوية" وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.
من جهته أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية: "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب26. جل ما يمكننا أن نأمل به هو إبطاء ارتفاع الحرارة".
التخلي عن الفحموعلى هذا الصعيد، إلى أي حد يمكن أن يبلغ التزام قادة الاقتصادات الكبرى التخلي عن الفحم؟
في هذا السياق جدد جونسون التأكيد على "القدرة على التخلي عن الفحم" خلال اتصال هاتفي أمس الجمعة مع الزعيم الصيني شي جينبيغ الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضورياً في قمة مجموعة العشرين بل عبر تقنية الفيديو.
وأبدت بكين بعض المرونة في موقفها واعدة في سبتمبر بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج. إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد بشكل كبير على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جداً من ثاني أكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.
الضريبة العالميةإلى ذلك فرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلباً على وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما يومي السبت والأحد التي ستتناول أيضاً دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كوفيد-19.
ويتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه، بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يُقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات متعددة الجنسيات.
كما بات التحدي يتمثل بتطبيق هذه الآلية في كل بلد ما يخفف من إمكان حصول تجنب ضريبي من قبل الشركات العالمية على أن تؤمن 150 مليار يورو من الإيرادات الإضافية. والهدف الموضوع لبدء فرض هذه الضريبة محدد في العام 2023.
ومن المقرر تنظيم تظاهرات عدة السبت في روما دعت إليها نقابات واليسار المتطرف ومنظمات بيئية مع توقع مشاركة آلاف الأشخاص. وقد حشد أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي وستحلق مروحيات وطائرات مسيرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية فيما تم "تحصين" الحي الذي تعقد فيه القمة.
فرصة لعقد اجتماعاتوسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضورياً للمرة الأولى منذ بدء الجائحة لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة. فيجتمع اليوم السبت الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانيول ماكرون فضلاً عن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسن للاتفاق حول معاودة المفاوضات مع إيران.
كما يلتقي إيمانويل ماكرون الذي كرس أمس الجمعة المصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات، الأحد بوريس جونسون على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين بشأن صيد الأسماك إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
من جهته يأمل الرئيس الأرجنتيني البرتو فرنانديز البحث في مسألة دين بلاده مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا.